اجتمع المبعوث الأميركي الى السودان هاري جونستون في أسمرا أول من أمس مع الرئيس الاريتري اساياس أفورقي وبحثا في الموقف من قضية السلام في السودان. وأكد مسؤول اريتري ل"الحياة": "تطابق وجهات النظر بين الجانبين في شأن حل المشكلة السودانية"، وانهما "اتفقا على ان يتم الحل على اساس اعلان المبادئ" الذي وافقت عليه الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق في مفاوضات ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا ايغاد. وكانت اريتريا اعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي تمسكها بدور هيئة "ايغاد" "كمنبر وحيد وأساسي لحل المشكلة السودانية"، الأمر الذي تطابق مع دعوة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت التي اطلقتها خلال جولتها الافريقية الاخيرة والتي اعلنت فيها خلالها ان واشنطن ستدعم جهود "ايغاد" لحل هذه المشكلة ورفضت المبادرة المصرية - الليبية. الى ذلك قال الأمين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض مبارك الفاضل المهدي امس ان اجتماع رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الأمة المعارض مع جونستون في القاهرة "لم يتطرق الى دور ليبيا او الى المبادرة المصرية - الليبية تحديداً". وأوضح مبارك المهدي الذي حضر الاجتماع ان جونستون "لم يعبر عن رفض لدور ليبي كما لم يعبر عن موقف مؤيد او معارض للمبادرة الليبية - المصرية وإنما ركز على الحل الشامل للمشكلة السودانية ومتطلباته". ولاحظ "حصول تقدم في الموقف الاميركي بعد الموقف الذي اعربت عنه أولبرايت، اذ ابدى جونستون تفهماً للفصول في مبادرة ايغاد وضرورة ان يشمل الحل كل الاطراف السودانية وأن يستوعب جيران السودان وخصوصاً مصر". وفي الخرطوم ينتظر ان تتخذ الحكومة السودانية اليوم قراراً في شأن استقبال المبعوث الاميركي خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء. وكانت الحكومة السودانية تحفظت على طريقة تعيين المبعوث الاميركي والمهمة التي كلف بها في السودان بحجة ان ابعاد مهمة المبعوث وصلاحياته خارج اطار العلاقات الثنائية تبعث على الشك. وامتنعت الخرطوم في الفترة الماضية عن اتخاذ اي قرار، لكن جونستون اجتمع مع سفراء السودان لدى مصر وأثيوبيا والأمم المتحدة وشرح لهم مهمته وتصوره لتلك المهمة. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية الدكتور حسن عابدين ل"الحياة" ان السفراء الثلاثة أبدوا تحفظهم الكامل على مهمة المبعوث وتوقعه ان توجه الحكومة السودانية الدعوة اليه لزيارة البلاد. وأشار الى ان المبعوث قال للسفراء الثلاثة انه قد لا يزور السودان اذا احسّ بأن الخرطوم لا ترحب به. من جانبها دعت قوى سياسية في الخرطوم الحكومة الى تبني مواقف اكثر ايجابية ازاء رؤيتها في شأن استقبال المبعوث الأميركي وإبداء مرونة في التعامل معه.وأعلنت "جبهة الانقاذ الديموقراطية" بقيادة رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار ان "أي موقف متعنت من جانب الحكومة حيال استقبال جونستون يصب في خدمة حركة التمرد وسعيها لتشويه صورة الحكومة السودانية". وأعربت عن اعتقادها بأن "حسن النوايا تجاه المبعوث يمثل خطوة مهمة لتحييده في التعامل مع القضية السودانية"