} أنهى المبعوث الاميركي لشؤون السودان هاري جونستون مهمته امس في القاهرة وغادرها الى اسمرا لاستكمال جولته الى الدول المعنية بالملف السوداني، ودعا قادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الى الاجتماع في واشنطن نهاية السنة، ما يعني دخول الادارة الاميركية رسمياً على خط المهتمين في التعاطي مع الازمة السودانية. التقى المبعوث الاميركي المكلف ملف السودان خلال زيارته القاهرة اخيراً قيادات المعارضة السودانية في ثلاثة اجتماعات، الاول مع رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي والثاني مع مجموعة من نشطاء المنظمات السودانية العاملة في مجال حقوق الانسان، والثالث في منزل رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني بحضور غالبية قيادات فصائل المعارضة. ولوحظ ان الصادق المهدي لم يشارك في الاجتماع الذي دعا اليه الميرغني كما غاب عنه ايضاً الامين العام ل "التجمع" السيد مبارك الفاضل الموجود في القاهرة، ومثل حزب الامة كل من عبدالرسول النور ونجيب الخير. وذكر بيان صدر عن حزب الامة تلقت "الحياة" نسخة منه امس ان المبعوث الاميركي، الذي غادر القاهرة الى اسمرا امس في اطار مهمته، حدد اهتمامات بلاده في الشأن السوداني في مجالات الاغاثة الانسانية وحقوق الانسان وصنع السلام عبر مبادرة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاد ايغاد التي تقودها كينيا واريتريا واثيوبيا واوغندا. كما لفت البيان الى ان المهدي سلم جونستون مذكرة رحب فيها بالاهتمام الاميركي بالمأساة الانسانية في بلاده وبما تقدمه واشنطن من مساعدات لدعم جهود الاغاثة ومساندة حقوق الانسان. واوضح المهدي في البيان ان حزب "الامة" و"التجمع الوطني الديموقراطي" مع تأييدهما لمبادرة "ايغاد" يرون ان المبادرة في اطارها الحالي لا يمكن ان تنجح لأنها ثنائية وجزئية وتكريسها بإطارها الحالي سيؤدي الى تقسيم السودان الى دولتين غير متعاونتين واستمرار الحرب، واكد للمبعوث ان المبادرة المصرية - الليبية تتوافر فيها كل العوامل التي يمكن ان تؤدي الى حل سياسي للمشكلة السودانية. ودعا المهدي الى تطوير مبادرة "ايغاد" في ثلاثة اتجاهات، الاول ان تشمل كل اطراف النزاع. والثاني، ان تتسع اجندتها لتشمل موضوع الدستور ونظام الحكم واتفاقية السلام. والثالث، ان تشارك في مساعدة السودانيين لحسم مشاكلهم مع جيرانهم في الشمال الافريقي اضافة الى جيرانهم في القرن الافريقي. كما تطرق البيان الى الموقف الاميركي من الازمة السودانية لافتاً الى ان واشنطن تعترف بالقوى السياسية السودانية ودورها السياسي وب "التجمع" وترى استحالة ابعاده عن اي اجراء متعلق ببحث وتقرير قضايا السودان. كما تدرك واشنطن ضرورة مشاركة جيران السودان من شمال افريقيا، خصوصاً مصر في اي حل سياسي، وان اي حل جزئي او سياسي غير مجدٍ ولا بد من البحث عن وسيلة تمكن مبادرة "ايغاد" من استيعاب هذه الحقائق وعدم اتاحة المجال لتعدد المبادرات. وتناول اجتماع جونستون وخمسة من النشطاء السودانيين في مجال حقوق الانسان اوضاع السودانيين في بلادهم. وقال المبعوث الاميركي ان بلاده مهتمه بمعالجة الاوضاع اللاإنسانية في السودان، فيما طالب الجانب السوداني بتعزيز دور الاممالمتحدة والشرعية الدولية في حل النزاع السوداني بما يكفل احترام حقوق الانسان واستعادة الديموقراطية، ونشر مراقبين دائمين تابعين للمنظمة الدولية لمراقبة اوضاع حقوق الانسان في بلادهم وتشكيل لجان محايدة لتقصي الحقائق في قضايا الرق واستخدام الاسلحة الكيماوية والجرائم اللا انسانية التي ارتكبها النظام السوداني بحق مواطنيه. وفي الاجتماع الثالث الذي جرى في منزل الميرغني تحدث المبعوث الاميركي عن اتجاه بلاده لتصعيد الضغوط على الحكومة السودانية الى ان تقبل بتوسيع اطار مبادرة الايغاد، وتعهد بزيادة مساعدات واشنطن للمناطق المحررة في شرق السودان وجنوبه ووجه دعوة رسمية الى قادة المعارضة لعقد اجتماع في واشنطن في نهاية السنة الجارية، وطالبهم بتقديم تصور عن شكل المساعدات وطريقة ارسالها في هذا الاجتماع.