مكسيكو سيتي - رويترز، أ ف ب - وجه الناخبون المكسيكيون الضربة القاضية للحزب الثوري التأسيسي الذي حكم البلاد 71 عاماً واختاروا رجل اعمال سابق ليصبح رئيسهم الجديد. كما أوضحت النتائج الاولية ان ائتلاف حزب العمل الوطني المحافظ وحزب الخضر يتجه للفوز بالغالبية في كل من مجلسي الشيوخ والنواب. وحقق فيسينتي فوكس مرشح حزب العمل الوطني فوزاً كبيراً في انتخابات الرئاسة التي أجريت اول من امس. وخرج عشرات الآلاف من المكسيكيين الى شوارع المدن في شتى انحاء البلاد للاعراب عن فرحتهم، ملوحين بلافتات الحزب بلونيها الازرق والابيض، وارتدوا أقنعة تحمل صورة فوكس. وفي مكسيكو سيتي، تجمع مؤيدو حزب العمل الوطني عند نصب الاستقلال واخذوا يهتفون لفوكس وهو يصعد على منصة لإلقاء كلمة بمناسبة الفوز. وقال فوكس "اود ان اكرس كل ساعة في حياتي كي اكون بجانبكم وكي اساعدكم على تحقيق احلامكم واحلام معشوقتي المكسيك". وقال معهد الانتخابات الاتحادي انه بعد عد الاصوات في اكثر من نصف اللجان الانتخابية تبيّن حصول فوكس على 22،45 في المئة من الاصوات، بينما حصل فرانسيسكو لاباستيدا مرشح الحزب الثوري التأسيسي، الذي كان يسيطر على السلطة منذ عام 1929، على 1،33 في المئة. واضاف المعهد ان كوهتيموك كارديناس، من الحزب الديموقراطي الثوري، حصل على 7،16 في المئة من الاصوات. واعترف لاباستيدا، الذي هزه الفارق الكبير في النتيجة بالهزيمة. وقال لانصاره والدموع في عينيه، وزوجته تقف بجواره، "اتخذ المواطنون قراراً ويجب ان نحترمه. وسأعطي انا نموذجاً طيباً". وقال مسؤول حكومي شارك في الاحتفالات ولكنه رفض نشر اسمه "انها لحظة تاريخية لنا نحن المكسيكيين. انه مثل سقوط حائط برلين، ولكن الحزب الثوري التأسيسي مكث لفترة اطول من الحائط". وقال خبير العلوم السياسية روبين اغويلار ان "الحزب الثوري خسر المعركة، وبدأت ثورة المواطنين لان الناس قرروا ان يعاقبوا الحزب الحاكم". واثنى فوكس على الرئيس المكسيكي ارنستو زيديو الذي اعترف بفوز المعارضة في كلمة اذيعت على الامة وتعهد بتسليم السلطة بسلاسة. وقال "يجب ان نشيد بشجاعته للتصريح بمثل هذا الاعتراف الذي سيساهم بشكل كبير في انتقال السلطة بشكل سلمي". وبعد ان خرجت السلطة من قبضة يد الحزب الثوري التأسيسي، قدم زيديو كل التمنيات الطيبة لفوكس بصفته رئيس المكسيك الجديد. وعلى صعيد الكونغرس المكسيكي، حصل ائتلاف حزبي العمل الوطني والخضر على 79،41 في المئة من الاصوات في انتخابات مجلس النواب بعد احصاء 18 في المئة من اجمالي الاصوات. وحصل الائتلاف ايضاً على 66،41 في المئة من الاصوات في انتخابات مجلس الشيوخ. وفي حين يعتبر البعض فوكس مجرد داهية يرى اخرون انه عبقري واستراتيجي. ويقول عنه خصومه انه "عبارة عن 90 في المئة من المظاهر و10 في المئة من الافكار". واعتبره منافسوه "متقلباً" و"انتهازياً"، مؤكدين بانه يغير مبادئه وأفكاره بسرعة تغيير ثيابه.