استعادت المكسيك أمس، حقبة «الحزب الثوري المؤسساتي» الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طيلة 71 سنة، إذ فاز مرشحه في انتخابات الرئاسة التي نُظمت الأحد، لكنه تعهد «الامتناع عن العودة إلى الماضي». وأفادت استطلاعات للرأي بنيل مرشح الحزب، إنريكه بينيا نييتو، 38 في المئة من الأصوات، متقدماً 7 نقاط عن أقرب منافسيه، مرشح اليسار أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي كان شلّ شوارع مكسيكو سيتي عام 2006، إذ تظاهر مئات الآلاف من أنصاره، بعد خسارته بفارق ضئيل أمام الرئيس المنتهية ولايته فيليبي كالديرون الذي أقرّ بفوز بينيا نييتو. وحصلت مرشحة «حزب العمل الوطني» اليميني الحاكم، خوزفينا فاسكيس موتا، على نحو 26 في المئة من الأصوات. وتُعلن غداً النتائج النهائية للانتخابات. لكن مدير الحملة الانتخابية بينيا نييتو، أعلن تحقيق الأخير «نصراً مدوياً» في الانتخابات، معرباً عن تفاؤله بنيل «الحزب الثوري المؤسساتي» غالبية في مجلسي الشيوخ والنواب. في المقابل، أعلن أوبرادور أنه «سينتظر صدور كامل النتائج، قبل إعلان موقفه»، مضيفاً: «لدينا معلومات تفيد بأمر مغاير لما يُعلن رسمياً. لن نتصرّف في شكل غير مسؤول». خطاب نييتو أما بينيا نييتو (45 سنة) فأعلن «تحمله المسؤولية التي أوكلني إياها الشعب المكسيكي»، وقال في «خطاب نصر» أمام أنصاره: «منحتم حزبنا فرصة ثانية، وسنردّ الجميل من خلال نتائج». وأضاف: «نحن جيل جديد، ولا عودة إلى الماضي. حان الوقت للانتقال من البلد الذي نحن عليه، إلى المكسيك التي نستحق ونريدها أن تكون، وحيث يكتب كل مكسيكي قصة نجاحه». وتعهد تشكيل «حكومة فاعلة» تساهم في خفض الجرائم، وبتحقيق نمو اقتصادي يحدّ من الفقر الذي يطاول أكثر من 46 في المئة من سكان المكسيك البالغ عددهم 112 مليون نسمة. وتولى «الحزب الثوري المؤسساتي» حكم المكسيك بين 1929 و2000، تميّزت بفساده ونهجه التسلّطي. لكن الحملة التي شنها كالديرون على عصابات تهريب المخدرات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص خلال 5 سنوات، كانت من أبرز أسباب هزيمة حزبه.