مكسيكو – أ ب، رويترز، ا ف ب – يتجه «الحزب الثوري المؤسساتي» الذي حكم المكسيك سبعة عقود، الى تحقيق عودة تاريخية بعد فوزه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي اجريت الأحد الماضي، متغلباً على «حزب العمل الوطني» الذي يتزعمه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون. واظهر فرز نحو 60 في المئة من الاصوات فوز «الحزب الثوري المؤسساتي» بنحو 35 في المئة، في مقابل 27 في المئة لحزب كالديرون. ولا تعكس نسبة التصويت عدد المقاعد التي سينالها كل حزب في البرلمان الذي يُعدّ 500 مقعد، بسبب النظام الانتخابي النسبي، وبالتالي لن يحصل «الحزب الثوري المؤسساتي» على الغالبية المطلقة التي نالها حتى عام 1997. لكن الحزب متقدم ايضاً في السباق على غالبية رئاسة المقاطعات الست. وكان الحزب هيمن على الحياة السياسية في المكسيك على مدى 71 سنة بين عامي 1929 و2000، حين أُطيح بالرئيس السابق فنسنتي فوكس. وأقر رئيس «حزب العمل الوطني» خيرمان مارتينيز بالهزيمة في الانتخابات، لكنه اعتبر انها تأتي على حساب «الحزب الثوري الديموقراطي» وهو الخصم اللدود لكالديرون، والذي انقسم على نفسه. وقال: «نرحب بالحزب الثوري المؤسساتي داخل مجلس النواب الجديد ونهنئه، إثر حصوله على الغالبية النسبية وتحوله الى اكبر حزب في المجلس». وتشكل خسارة الحزب الحاكم معاقبة لكالديرون، بسبب الركود العميق وتفشي الجريمة وانكماش الاقتصاد اكثر من 6 في المئة هذه السنة، في وقت يشهد انتاج النفط تراجعاً سريعاً. وقال كالديرون في كلمة الى الأمة: «يجب ترك التنافس خلفنا وان نركز الآن جهودنا على ايجاد ارضية مشتركة لانجاز الاتفاقات التي تحتاجها البلاد، لاستعادة النمو الاقتصادي واستحداث الوظائف والسلامة العامة». ودعا كالديرون، وهو حليف للرئيس الاميركي باراك اوباما في الحرب ضد عصابات المخدرات المكسيكية، الكونغرس الى العمل معه. وكان كالديرون اغضب «الحزب الثوري المؤسساتي» خلال الحملة الانتخابية، لاتهامه بالتسامح مع الاتجار بالمخدرات. ويمكن للحزب الفائز التحالف مع احزاب صغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي، واعاقة جهود كالديرون لإصلاح الشرطة ومنح صلاحيات أكبر لحوالى 45 الف جندي نُشروا لمحاربة عصابات المخدرات. اما رئيسة «الحزب الثوري المؤسساتي» بياتريس باريديس فاعتبرت ان «النتائج تؤكد ان المكسيك دولة ترغب في الحصول على اقتراحات وحلول».