اجرى لاعبو الصفاقسي التونسي اول تدريب استعداداً لبطولة الدوري المقبل وبطولة الاندية العربية على كأس الامير فيصل بن فهد التي ستقام في السعودية في نهاية آب اغسطس المقبل، وسط حضور جماهيري كثيف، ما بعث برسالة قوية عززتها مؤشرات اخرى على عودة الروح الى غصن الزيتون الصفاقسي الذي لا يموت. فبعد موسم صعب شهد خلاله النادي تقلبات عدة في الاطار الفني وانقسامات في ادارته كادت تعصف بها وعلاقة متوترة مع كبار لاعبيه ونجومه، ما دفعهم الى البطالة او الهجرة الظرفية، حزم "الصفاقسية" امرهم ورجحت حكمة كبار الغيار وابرزهم وزير الداخلية عبدالله القلال وعميد المصرفيين التونسيين المختار الفخفاخ والسلطة المحلية، فكان خيار المصالحة بين الاطراف جميعهم والاستعداد الجدي والمبكر للاستحقاقات المحلية والعربية والافريقية الضاغطة. وقد طبعت هذه الاجواء الجديدة اعمال الجلسة السنوية للنادي التي اعادت لطفي عبدالناظر احد كبار رجال الاعمال التونسيين الى سدة الرئاسة، بعدما عبّر "منافسوه" في الظل والعلن عن مساندتهم لهذا الاختيار. وفي مؤشر صحي على مصالحة النادي مع تاريخه تميزت اعمال الجلسة بعرض شريط سينمائي قصير يستعرض مسيرة نادي "عاصمة الزيتون" منذ تأسيسه عام 1928، وبالاعلان عن اصدار كتاب توثيقي يتناول التفاصيل الدقيقة في حياة النادي وضعه الدكتور علولو. وتجدر الاشارة الى ان النادي الصفاقسي كاد ان يعرف الازمة ذاتها التي شهدها في بداية الدوري الماضي بعدما اخلّ المدرب الارجنتيني اوسكار فيلون بعقده مع الصفاقسي بحثاً عن مكاسب مالية اضافية في العين الاماراتي، ولكن إدارة النادي تمكنت من انقاذ الموقف بتجديدها العهد مع المدرسة اليوغوسلافية وانتدابها المدرب ميودراغ الذي سبق له ان اشرف على الادارة الفنية في اكثر من نادٍ يوغوسلافي. وتعدّ المدرسة اليوغوسلافية من افضل المدارس الفنية التي تعاقد معها النادي وعرف من خلالها الانتصارات والالقاب، وطبعت اداء لاعبيه مهارياً وفنياً. ويعتبر كربيستيك الاب الروحي للصفاقسي التونسي فنياً، كما ترك مواطنه بوبوف اجمل الانطباعات في مدينة الساحر حمادي العقربي والابن الضال اسكندر السويح. ويعتقد الصفاقسية ان المدرب السابق خالد بن يحيى قام بعمل مستقبلي مهم من خلال تعزيز الرصيد البشري للنادي بالشبان اليافعين. ولكن الصفاقسية لن يغفروا له تجاوزه الخطوط الحمر، اولها علاقته المتوترة بنجوم النادي وابرزهم السويح الذي يبقى في ذاكرتهم دائماً. والاخطر من ذلك الموقف "الحيادي"، الذي اتخذه في مباراة الصفاقسي مع ناديه الاصلي الترجي، اذ لم يغادر مقاعد الاحتياط بحجة احترام مشاعر النادي الذي تربى فيه، وتلك خطيئة كبرى في نظر الصفاقسية الذين يكنون عداءً مستحكماً للترجي. ومع تخلي بن يحيى من الجهاز الفني، وبعد مساعٍ حثيثة من كبار رجال الاعمال وتضحية اسطورة الصفاقسية هادي العقربي عاد السويح الى ملعب الطيب المهيري وعاد وانضم الى نجوم النادي امثال سفيان الفقي وسامي الطرابلسي. وبهذا التعزيز للرصيد البشري فإن النادي فرّط في بعض اللاعبين للاندية الاخرى وابرزهم البشير بن احمد والجيلاني يوسف الى النادي البنزرتي وثلاثة لاعبين آخرين الى النادي المنشيري، في حين عزز صفوفه بالمدافع المختار الطرابلسي وباللاعب المالي نداي مونتمي ويجري مفاوضات مكثفة مع نادي جان دارك السنغالي لانتداب اللاعب محمد علي ديالو... فهل تعود البسمة الى الزيتونة الصفاقسية بالتتويج العربي المقبل ام ان هذه المصالحة ستبقى حبراً على ورق لانها تجاوزت المصارحة؟