أعلن اسكندر السويح نجم الصفاقسي التونسي والابن المدلل للمدينة عن انسحابه من النادي الصفاقسي نهائياً وبقائه على ذمة منتخب تونس. وعلل السويح 28 سنة قراره بالاستفزازات التي يتعرض لها من قبل المدرب خالد بن يحيى واعداً بكشف العديد من الحقائق "المذهلة" حول واقع النادي الصفاقسي في مؤتمر صحافي لاحقاً. وكانت "الحياة" انفردت قبل اسبوعين باعلان هذا الطلاق بين السويح والصفاقسي وقالت: "كيف يختزل الحب الصفاقسي موهبة عالمية في لحظة انتعاشة علية". فإثر النتائج الهزيلة للصفاقسي في الدوري، وخروجه من كأس الاتحاد الافريقي، تعالت أصوات جماهير الأبيض والأسود للكشف عن ما سمي بألاعيب "عصابة الأربعة" اسكندر السويح وسفيان الفقي ومفتاح وبدرجة أقل سامي الطرابلسي، هؤلاء الذين أثروا مسيرة النادي في عقد التسعينات وحملوا معه الألقاب والتتويجات. واعتبر الرأي العام الصفاقسي أن زمن هؤلاء ولى وانقضى، وطالب بفرض الانضباط واعطاء الفرصة للشبان. وكانت البداية بانسحاب محمد صالح مفتاح، ثم سفيان الفقي "فزعيم العصابة" السويح. ويبدو ان المدرب خالد بن يحيى كان المشرف التنفيذي على عملية "التطهير" هذه بكل دقة وديبلوماسية، ووجد دعماً وتفهماً من دون حدود من رئاسة النادي في شخص السيد لطفي عبدالناظر. فمنذ تسلم المدرب الشاب مقاليد الادارة الفنية وهو يعمل في صمت وهدوء كبيرين من أجل انجاز أهداف عدة لعل أهمها: خلق تقاليد احترافية بالنادي لا مكان فيها لنجوم من ورق، تلعب على هواها، واعطاء جرعة مهمة للنادي في طريقة لعبه بدعم النجاعة والواقعية وعدم الاكتفاء باللعب "الفرجوي" واسعاد الجماهير بالفنيات في غياب الانتصارات، والأهم من ذلك تمكين المخزون الكبير للنادي من الطاقات الشابة واليافعين من فرصة ابراز امكانياتهم واضافتهم. ولأن هذه التغييرات اثارت حفيظة "الحرس القديم" في الأوساط الادارية واللاعبين وشريحة من الرأي العام التي تعشق السويح عشقاً غير عقلاني... فإن تحسن أداء النادي وسلسلة الانتصارات التي عرفها وارتقاؤه الى المرتبة الثالثة في ترتيب الدوري، وبروز جيل جديد أمثال كريم دلهوم وأشرف بن جديدية وزياد التريكي بشر بكل خير... كل هذه العوامل جعلت اعلان الابن المدلل للمدينة السويح الانسحاب من النادي يمر تقريباً من دون ضجة... فهل كان السويح أولى ضحايا عهد الاحتراف في سنته الأولى في تونس، أم ان هذا الاعلان مجرد سحابة صيف سريعاً ما تزول ليعود الدر الى معدنه؟ ولكن كل من يعرف خالد بن يحيى عن قرب يرجح الفرضية الأولى!