رفض بوريس يلتسن محاولات واشنطن ممارسة الضغط على روسية وذكّر الاميركيين بوجود ترسانة نووية لدى موسكو، فيما حاول رئيس حكومته ووزير الخارجية الروسي تخفيف وقع تصريحات رئيسهما "النارية" على مجمل العلاقات الدولية. ورداً على تصريحات يلتسن أ ف ب قال الرئيس بيل كلينتون ينبغي عدم "اخذها بجدية كبيرة"، وحصل يلتسن على تأييد الصين في قضية الشيشان. وقال الرئيس الروسي في بيكين امس الخميس ان "بيل كلينتون عندما سمح لنفسه ان يحاول الضغط على روسيا ويعرض عضلاته ربما نسي للحظة قصيرة ما هي روسيا وماذا تملك من ترسانات نووية متكاملة". ثم اضاف يلتسن الذي كان يتحدث بحضور لي بين رئيس "اللجنة الدائمة لجمعية ممثلي الشعب لعموم الصين" البرلمان "على كلينتون الا ينسى في اي عالم يعيش اذ من المستحيل ان يملي ارادته على العالم بأسره في نمط الحياة والعمل" وتابع ان "العالم المتعدد الاقطاب يجب ان يكون قاعدة لكل شيء كما اتفقنا عليه مع زميلي "الرئيس الصيني"، واشاد رئيس البرلمان الصيني ب"النبرة الحازمة" للرئيس الروسي. وفي محاولة لتخفيف اثر هذا التصريح العنيف اشار رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الى ان العلاقات الروسية الاميركية ما زالت جيدة والحديث عن برودتها حالياً ليس صحيحاً، وعزا صدور عبارات متشددة في اقوال الرئيس الاميركي حول الشيشان الى افتقاره الى معلومات كاملة عن الاحداث في شمال القوقاز والى حرصه على "تجنيب روسيا مشاكل اضافية"، وتابع ان التحذيرات الروسية الى سكان الشيشان كانت تنطلق من الحرص على سلامتهم. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي يرافق يلتسن في الصين ان النبرة المتشددة في تصريحات الرئيس ناتجة عن "توالي تصريحات يراد منها ممارسة الضغط على روسيا في قضاياها الداخلية في سياق السعي الى فرض العالم الاحادي القطب". وأعرب الرئيس الصيني جيانغ زيمين عن "تأييده التام" ليلتسن في النزاع الدائر في الشيشان، وذلك خلال قمة روسية - صينية عقدت في بكين. وأعلن ايفانوف ان زيمين "يؤيد تماماً" تدخل القوات الروسية العسكري ضد الشيشان. وصرح ايفانوف للصحافيين عقب قمة استمرت نصف ساعة في المقر الرسمي في دياوتاي غرب بكين بين زيمين ويلتسن "ان زيمين يتفهم ويدعم تماما تدخل روسيا الذي يهدف الى مكافحة الارهاب والتطرف في الشيشان وفي القوقاز الشمالي"، وأضاف ان الرئيسين اتفقا على ضرورة التعاون في مواجهة "التطرف الديني والنزعة الانفصالية والعصابات على الحدود". وحضر الرئيسان توقيع وزيري خارجية بلديهما على ثلاثة اتفاقات حدودية اثنان منها حول تحديد القسمين الشرقي والغربي من الحدود بين روسياوالصين ويبلغ طولها أربعة آلاف كلم. أما الوثيقة الثالثة فتشمل الاستغلال الاقتصادي المشترك لنهر هيلونغجيانغ ولعدد من الجزر التي كانت موضع نزاع بين الصينوروسيا. وسأل زيمين بالروسية: "كيف حالك يا صديقي؟" ليرحب بيلتسن الذي وصل أول من أمس إلى مطار بكين في زيارة تستمر 24 ساعة. ورد يلتسن، الذي غادر المستشفى الاثنين بعد اصابته بنزلة صدرية، مازحاً على سؤال زيمين عما اذا كانت الرحلة بين موسكووالصين دامت ثماني ساعات فعلاً "كنت طرت بسرعة أكبر لو طلبت مني ذلك". وفي واشنطن، رفض كلينتون أمس الانتقادات التي وجهها اليه يلتسن بخصوص الشيشان، معتبراً أنه ينبغي عدم اخذها "بجدية كبيرة". ورداً على سؤال عن تهديد الرئيس الروسي باستعمال السلاح النووي لمناسبة زيارته لبكين، قال كلينتون: "لا اعتقد انه نسي ان اميركا هي قوة عظمى عندما اظهر معارضته لما كنت اقوم به في كوسوفو. لا يجوز اخذ كل هذه الامور بجدية كبيرة". وأضاف: "فلنتجنب ما يقوله القادة عن هذه الانتقادات، ولنركز اهتمامنا بالأحرى على ما تقوم به روسيا. في حال كانت على صواب أم على خطأ. ان كان سينجح ما تقوم به او لا وماذا ستكون النتائج؟ انا غير موافق على ما يجري في الشيشان واعتقد ان من واجبي ان اقول ذلك".