"أعد بأن الترجي سيكون بطل كأس الاندية الافريقية الابطال الموسم المقبل، حتى لو تركنا شهداء على الميدان". هكذا اطلق رئيس نادي الترجي التونسي سليم شيبوب العنان للسانه في اعقاب الخيبة الافريقية في نهائي العام الماضي، معلناً طموحات النادي الاعرق في تونس والاكثر تتويجاً محلياً وقارياً وعربياً. واكد شيبوب في الجلسة السنوية للنادي أن الموسم المقبل يحمل تحديات على الواجهات الاربعة: كأس تونس 1999-2000، وثنائية الدوري والكأس لموسم 2000-2001، ودرة التاج المتمثلة بكأس الابطال من اجل مشاركة مشرفة في كأس العالم للاندية في البرازيل. ويبدو ان طموحات نادي باب سويقة واحياءه مشروعة، لأن الترجي احتفظ في نهاية الموسم الماضي بلقب الدوري بعد فوزه به ثلاث مرات متتالية، وتوج بالبطولات والكؤوس للناشئين من عمر 14 الى 20 عاماً اضافة الى احرازه لقب افضل هجوم واحسن دفاع في الدوري الماضي، وتتويج لاعبه علي الزيتوني بكأس افضل الهدافين، بل ان الترجي التونسي توج بجائزة اللعب النظيف ليحصد بذلك كل الالقاب المتاحة محلياً. وفي الحقيقة ان تونس تشهد جدلاً شعبياً واسعاً حول اختلال التوازن في بطولتها والسيطرة المطلقة للترجي التونسي في غياب اندية قادرة على الوقوف بندية امام نادي لم يعرف طعم الهزيمة منذ قرابة ال1000 يوم. ولئن اختلفت التقييمات حول هذه السيطرة واساساً حول دور رئىس النادي سليم شيبوب وضعف الاندية الاخرى التي لم تتمكن من الانتقال من الهواية الى متطلبات الاحتراف، فإن الجلسة السنوية للنادي كشفت عن ان الترجي، الذي تجاوزت موازنته 8 مليون دينار باحتساب صفقة انتقال اللاعب خالد بدرة الى تركيا، قد تمكن من قطع خطوات مهمة على درب الاحتراف وتفصله مسافات كبيرة عن بقية الاندية التونسية. فموازنة النادي لم تسجل عجزاً ولو "بالمليم الرمزي" ومن اجمالي 5،6 مليون دينار صرف النادي قرابة 5 مليون دينار من اجل كرة القدم. ولعل الاهم من ذلك ان الترجي تمكن من توفير ايرادات مهمة عززت موازنته عبر ادارة مشاريعه الخاصة، ففندق الحديقة فئة 5 نجوم اضاف للترجي 450 ألف دينار، والحفلات الغنائية تجاوزت ايراداتها ال650 ألف دينار وساهم الاحباء ومؤسساتهم بقرابة 5،1 مليون دينار. واللافت ان حفل التتويج شهد حادثة مؤسفة ومعبرة عندما هاجمت جماهير الترجي المدرب يوسف الزواوي الاكثر تتويجاً مع النادي، ثم تصبح الخيبة مضاعفة عندما يعلن رئىس النادي على الهواء من التلفزيون عن فسخ عقده مع النادي ليتعاقد الترجي مع العجوز البولوني بيتشنزاك الذي سبق ان عرف معه التتويجات بثنائي سنتي 1988 و1989، ومع خبرة العجوز فإن حقائق الثمانينات ليست رهانات القرن الجديد. ولعل التحدي الاكبر الذي سيواجه الترجي الموسم المقبل هو رصيده البشري والنسق الماراتوني الذي يخوضه لاعبوه. فالترجي وان عرف اطمئناناً مع حراس المرمى بوجود "العجوز" شكري الواعر والشاب محمد الزوابي فإن خط دفاعه شهد خروج احد اعمدته الاساسية وهو خالد بدرة الذي كان يتقاسم العبء مع راضي والبشير السعباني. ومع ذلك فإن خطي الوسط والهجوم يتمتعان بصحة جيدة بوجود سراج الدين الشيعي وطارق ثابت وحسان القابسي وصانع العابه ماهر الكنزاري والمهاجم علي الزيتوني. واذا احتفظ الترجي بأغلب انتداباته الخارجية وابرزهم البرازيلي ادايلتون والنيجيري اغوي اديت فإن زميله جوليوس اغواها الذي ابهر الجميع في كأس امم افريقيا الاخيرة قد "هرب" الى اوروبا للتعاقد مع احد الاندية هناك. ولكن بما ان كل الطرق تؤدي الى البرازيل فقد حل بحديقة النادي برازيلي جديد يبشر بامكانات واعدة ولم يتجاوز ال19 ربيعاً اسمه رولندو.