نفذت مجموعة جزائرية مسلحة مذبحة ليل الثلثاء - الاربعاء، فأبادت تسعة أفراد وأصابت آخرين داخل قرية في الحمدانية قرب سلسلة الطرق الضيقة في منطقة الشفة التي تربط ولاية البليدة 50 كلم جنوب غربي العاصمة بالصحراء الجزائرية. وأفادت مصادر في القرية أن الضحايا تعرضوا إلى وابل من الرصاص حين باغتتهم مجموعة مسلحة قبل ان تعمد إلى قتل البقية مستخدمة السلاح الأبيض ومعدات زراعية. وقتل في العملية نفسها أحد المرضى عقلياً وطفللان. ويعتبر هذا الاعتداء المسلح الثامن في أقل من أسبوع يستهدف مواطنين عزل في ما يعرف ب"مثلث الموت" الممتد بين ولايات المدية والبليدة وتيبازة، وهي المناطق التي تفصل جبال المتيجة عن الساحل الجزائري في المنطقة الوسطى. وأثارت أعمال العنف المتكررة للجماعات المسلحة قلق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي دافع، في أول رد فعل له، عن سياسة "الوئام المدني" التي أعلنها قبل سنة. وشدد على نياته الذهاب بعيداً لمكافحة الجماعات الإسلامية المسلحة التي اثارت الرعب مجدداً في الشارع الجزائري بعد سلسلة من العمليات الدموية. وأعلن بوتفليقة في حديث نشرته صحيفة "لوباريزيان" أمس، أن الحكومة تنوي إستئصال ظاهرة الإرهاب "عاجلا ام آجلاً" ودعا إلى "محاربة المجرمين بكل الوسائل التي يخولها القانون و ان مكافحتهم ستتم حتى القضاء عليهم نهائياً عاجلاً ام اجلاً لان تلك هي ارادة الشعب الجزائري". وقال: "على الرغم من الاعمال الاجرامية التي تتخلل الحياة اليومية للمواطن في الفترة الاخيرة، فإن العنف تراجع في ظل سياسة الوئام المدني التي تُنفذ منذ الصيف الماضي". ورأى بوتفليقة، الذي عبر في السابق عن رفضه تبني سياسة الإستئصال، أن أعمال العنف الأخيرة التي هزت مناطق غرب العاصمة، ترتكبها "جماعات الخارجين عن القانون التي اختارت العيش على هامش المجتمع وضده" لافتا إلى أن "التراجع الملموس للعنف جاء نتيجة تطبيق القانون استناداً الى الوئام المدني". وفي سياق تشدده ضد عناصر الجماعات المسلحة التي وضعت سياسة الوئام المدني أمام تساؤلات عدد من المراقبين بعد مقتل نحو 1800 مواطن منذ تطبيق القانون، اعرب بوتفليقة "عزم الدولة على تسخير كل الوسائل التي يخولها القانون من اجل القضاء على تصرفات هذه الجماعات و تمكين البلاد من العودة الى السلام و الاستقرار". وفي خطوة لاسترجاع ثقة عائلات ضحايا الإرهاب الذين عارضوا قانون الوئام وتدابير العفو عن عناصر الجماعات المسلحة دعا الرئيس بوتفليقة "الجزائريين ومنهم ضحايا المأساة الوطنية الى النظر الى المستقبل بهدوء وكرامة لاخراج البلاد من الأزمة نهائياً". وكانت بعض الأطراف من المجتمع المدني هددت بقتل عناصر جماعة "الجبهة الاسلامية للانقاذ" المعفو عنهم. وشدد الرئيس على إبلاغ كلمته إلى عائلات الضحايا وقال: "ان الامر يتعلق بمأساة وطنية ضربت الأمة بأكملها فى ابنائها واقتصادها وسمعتها، ويجب تجاوز هذه المأساة بهدف التوجه نحو المستقبل بشجاعة وعزة".