هبطت اسعار النفط بشدة أمس وسط قلق في الاسواق من خلاف بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في شأن عقد اجتماع استثنائي في فيينا يوم الثلثاء المقبل للبحث في زيادة الانتاج النفطي بمقدار 500 الف برميل يومياً لتهدئة الاسعار التي لا تزال قريبة من سعر 30 دولاراً للبرميل. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آب اغسطس في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 29.80 دولار للبرميل بخسارة 46 سنتاً على السعر في اواخر التعامل أول من أمس، علماً انه اغلق اول من أمس بزيادة مقدارها 63 سنتاً مرتفعاً الى 30.03 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء اوبك اوبكنا أمس نقلاً عن امانة المنظمة في فيينا ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع الى 38،29 دولار للبرميل أول من أمس من 28.94 دولار يوم الاربعاء. وافاد مندوبون في "أوبك" أول من أمس ان الامانة العامة للمنظمة في فيينا بعثت خطاباً الى الدول الاعضاء يقترح عقد "اجتماع تشاوري" في فيينا يوم 18 تموز يوليو الجاري. لكن مسؤولاً في الامانة العامة ل"أوبك" قال ان الامين العام للمنظمة ريلوانو لقمان لم يطلب بعد وضع ترتيبات لعقد اجتماع غير عادي. واعلن مسؤول في "أوبك" في فيينا أمس ان المنظمة لا تزال منقسمة حول عقد اجتماع استثنائي يوم الثلثاء للبحث في زيادة انتاج النفط، ولكنها قد تتخذ قراراً بهذا الشأن اليوم أمس الجمعة. وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته: "اعتقد انه لم يتم التوصل الى اتفاق بعد بين اعضاء المنظمة ال11 في شأن عقد هذا الاجتماع". وقال محللون ان حال عدم اليقين في شأن خطة زيادة الانتاج بمقدار 500 الف برميل يومياً، التي اقترحتها السعودية في الثالث من الشهر الجاري، ضغطت على الاسعار خصوصاً بعد صدور تصريحات متناقضة من وزراء ومصادر "أوبك" في شأن عقد هذا الاجتماع. وعلى رغم ان الاسواق تعتقد ان "أوبك" ستزيد الانتاج بمقدار 500 الف برميل يومياً، الا ان متعاملين قالوا ان الاسعار ستظل متقلبة الى ان تتحقق الزيادة. الى ذلك أجرى وزير النفط الفنزويلي رئيس "أوبك" الحالي علي رودريغيز محادثات في الدوحة مساء الاول من أمس مع وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء القطري عبدالله بن حمد العطية. واعلن الوزيران عقب الاجتماع انهما بحثا في الاستعدادات لعقد قمة كاراكاس واوضاع السوق النفطية وجولة الرئيس الفنزويلي هيوغو شافيز المرتقبة على عدد من دول "أوبك". ونفى الوزير الفنزويلي في مؤتمر صحافي مشترك مع العطية ان تكون هناك نية لعقد اجتماع طارئ او استثنائي خلال الشهر الجاري. كما نفى رودريغيز علمه بأي دعوة وجهتها السعودية لعقد اجتماع سواء على مستوى الوزراء أو بعض الدول الاعضاء. وقال: "لم نتلق دعوة بهذا المعنى". لكنه رأى انه اذا كانت هناك ضرورة لاي اجتماع طارئ فلا مانع من عقده. وقال ان المنظمة تركز حالياً على "تقوية اوضاع السوق وتحقيق توازن واستقرار الاسعار". ورداً على سؤال سواء كانت هناك زيادة مقترحة للانتاج، قال الوزير الفنزويلي انه "لا يريد ان يستبق الاحداث ولكل حادث حديث"، لافتاً الى ان "أوبك" اتفقت بالاجماع في اجتماعاتها السابقة على آلية تعمل على استقرار الاسعار، مشيراً الى ان هذه الآلية سارية المفعول حتى الآن. ومن جانبه قال العطية: "لا نريد ان نستبق الاحداث وعلينا مراقبة تطورات السوق"، مشدداً على ان قرارات "أوبك" في هذا المجال تصدر بالاجماع. الى ذلك اعلنت اذاعة طهران أمس ان الرئيسين الايراني محمد خاتمي والفنزويلي هيوغو شافيز تحادثا هاتفياً أول من أمس في شأن "وضع السوق النفطية". واكد خاتمي في الاتصال الهاتفي "دعم موقف كراكاس بخصوص اسعار النفط" وانتقد مرة جديدة "الضغوط الخارجية على منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك خلال السنتين الاخيرتين"، مضيفاً ان "هذه الضغوط الحقت اضراراً بالدول الاعضاء" في "أوبك". واكد ترحيبه بدعوة الرئيس الفنزويلي للمشاركة في قمة رؤساء الدول الاعضاء في "أوبك" المقرر عقدها في أيلول سبتمبر في كراكاس. ويأتي الاتصال الهاتفي بين خاتمي وشافيز في حين يقوم وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز بجولة على الدول الاعضاء في المنظمة للبحث في وضع السوق ومستوى العرض. وزار الى الآن الكويت والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والعراق وسيتابع جولته في ايران وليبيا ونيجيريا. وقال رودريغيز في بغداد، حيث وصل أمس، إن السعودية لن تزيد الانتاج كاجراء منفرد من جانبها. واضاف: "أبلغني الوزير السعودي انه لن يتخذ قراراً من جانب واحد" بزيادة انتاج النفط. وكان رودريغيز يتحدث للصحافيين عقب اجتماعه مع وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد. وعندما سئل ان كانت "أوبك" ستعقد اجتماعاً في 18 تموز رد قائلاً: "لا... لن نعقد أي اجتماع طارئ". وقال مسؤول كويتي أمس ان بلاده تجري مشاورات مع عدد من الدول المصدرة للنفط في شأن الحاجة لعقد الاجتماع المقترح في فيينا يوم الثلثاء. وقال المسؤول ان الشيخ سعود ناصر الصباح وزير النفط بدأ الاتصالات بعدما تلقى دعوة من ريلوانو لقمان الامين العام للمنظمة للبحث في اقتراح السعودية زيادة انتاج النفط للمساعدة في تخفيض الاسعار. وأضاف ل"رويترز": "سمعنا ان بلدانا ًمثل ايران والامارات ترغب في المشاركة في زيادة انتاج النفط بينما لا ترى دول اخرى حاجة للاجتماع بعد او ترى ان الموعد أقرب مما يجب". وبعد محادثات مع وزير النفط الفنزويلي الذي زار الكويت يوم الاربعاء الماضي قال الشيخ سعود ان المنظمة يمكنها البحث في اعمال الآلية لزيادة الانتاج 500 الف برميل يومياً بحلول نهاية تموز الجاري اذا ظلت الاسعار "مرتفعة على نحو غير مبرر". الى ذلك قال التلفزيون الجزائري أول من أمس ان الجزائر طلبت تأجيل اجتماع المنظمة المقترح يوم الثلثاء المقبل. ونقل التلفزيون عن مصدر في وزارة الطاقة قوله ان اجتماع "أوبك" سيتعارض مع حدث مهم تنظمه الجزائر في 18 و19 الجاري يتعلق بقطاع الكهرباء. وقال سوسيلو بامبانغ يوديونو وزير المناجم والطاقة الاندونيسي للصحافيين أمس انه لا حاجة لعقد اجتماع طارىء لمنظمة "أوبك" للبحث في زيادة انتاج النفط. وأضاف ان ريلوانو لقمان الامين العام للمنظمة اتصل به مساء الخميس للبحث في اقتراح السعودية عقد الاجتماع الخاص في فيينا يوم الثلثاء المقبل. وافاد الوزير الاندونيسي: "لدينا آلية يمكننا من خلالها زيادة الانتاج 500 ألف برميل في اليوم اذا ظل السعر أعلى من 28 دولاراً للبرميل لمدة تزيد على 20 يوماً متتالية". تعليق الصورة: