يسيطر "شبح الضغوط" الاميركية على الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة "اوبك" في فيينا الذي يعقد الاثنين بحضور 11 وزير نفط، أو من يمثلهم، للبحث في مستوى زيادة الانتاج وموعده. وينعقد الاجتماع بعدما تراجعت اسعار الخام في الاسبوعين الماضيين بنسبة 20 في المئة من اعلى مستوى بلغته منذ 9 اعوام. ويشعرالوزراء ب"صعوبة المهمة" خصوصاً ان القرار الذي سيتخذونه سيحدد اسعار الطاقة على الاقل حتى نهاية العام. وتقود السعودية وفنزويلا، بتأييد من المكسيك، جهود زيادة الانتاج حتى يمكن خفض اسعار الخام الى ما يراوح بين 20 و25 دولاراً للبرميل في الفترة الباقية من السنة. وتحدثت انباء عن ان السعودية وفنزويلا تؤيدان زيادة الانتاج اعتباراً من اول نيسان ابريل المقبل بين 1.5 و2 مليون برميل يومياً في حين تطالب ايران، بتأييد من ليبيا، بعدم زيادة الانتاج بأكثر من 700 ألف برميل يومياً. وهناك اجماع بين دول "أوبك" على ان الاجتماع بعد غد الاثنين سيقرر زيادة انتاج المنظمة، لكن الاجماع غير متوافر حول الكميات. ويطالب العراق بحصة انتاجية تبلغ 4.3 مليون برميل يومياً. أما بالنسبة لمسألة اختيار الأمين العام للمنظمة، فإنه لا يزال مطروحاً على بساط البحث. وعلم ان المرشحين الثلاثة، السعودي سليمان الحربش والإيراني كاظمبور اردبيلي والعراقي عبدالأمير الانباري، سيحضرون الاجتماع. إلا أن المصادر توقعت ان يتم تأجيل البحث في هذا الموضوع حتى أيلول المقبل، وان يبقى الأمين العام الحالي ريلوانو لقمان في منصبه حتى نهاية مدته في كانون الأول ديسمبر 2000. وكان وزير النفط الاميركي بيل ريتشاردسون اجرى "مشاورات اللحظات الاخيرة" امس مع كل من رئيس وزراء النروج ينس شتولتنبرغ في اوسلو ومع وزير النفط الاماراتي عبيد الناصري في لندن. وتركزت مشاورات الوزير الاميركي على "الحاجة الملحة إلى زيادة الانتاج لإعادة تكوين المخزون الاميركي". ومع ان الوزير الاماراتي قال لوكالة انباء الامارات قبل مغادرته ابوظبي الى لندن: "ان منظمة أوبك لم تتوصل بعد الى اتفاق في شأن توقيت أي زيادة في الانتاج أو مستوى الزيادة". الا ان وزير النفط الفنزويلي قال للصحافيين في فيينا بعد ظهر امس: "ان الاتصالات بين وزراء النفط حققت تقدماً كبيراً في اتجاه زيادة الانتاج اعتباراً من اول نيسان". من جهة أخرى، حض ريتشاردسون مجموعة من اعضاء الكونغرس على عدم حضور اجتماع "اوبك" وقال اول من امس "ان بعض اعضاء المنظمة يعتقد ان واشنطن تمارس ضغوطاً قوية جداً لزيادة انتاج النفط". وكان أعضاء من لجنة الكهرباء والطاقة الفرعية في مجلس النواب طلبوا من ريتشاردسون السماح لوفد من الكونغرس بأن يراقب اجتماع فيينا لكن الوزير حضهم على ألا يفعلوا ذلك. وقال ريتشاردسون: "اتصالاتي مع وزراء اوبك تشير إلى ان من شأن وجود اميركي قوي على هامش لقاءات فيينا ان يضر فعلياً بأهدافنا لأنه سيزيد الاعتقاد بأن هناك ضغطاً اميركياً". ولم يُعرف بعد ما اذا كان ريتشاردسون سيبقى على اتصال مع بعض وزراء "اوبك" أو مع زعماء دول في المنظمة اثناء الاجتماع. قمة "اوبك" من جهة أخرى، علمت "الحياة" من مصادر رفيعة المستوى في "أوبك" أن قمة دول المنظمة ستعقد في الفترة بين 28 أيلول سبتمبر المقبل و30 منه في كاراكاس، وان الرئيس الفنزويلي سيوجه الدعوة رسمياً إلى زعماء دول المنظمة لحضور القمة. وكانت لجنة رفيعة المستوى تضم مسؤولين من دول "أوبك" بدأت الإعداد للقمة التي يتوقع ان يسبقها اجتماع وزاري للمنظمة في فيينا. وكان وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز وصل الأربعاء الماضي إلى العاصمة النمسوية للمشاركة في التحضير للاجتماع. وتتزامن قمة كاراكاس مع الاحتفالات بالذكرى ال50 لتأسيس منظمة "أوبك" في أيلول. وستجرى الاحتفالات في فيينا بحضور كل وزراء المنظمة.