كوتونو - "الحياة"، أ ف ب - أشاد الزعيم الليبي معمر القذافي اول من امس الاربعاء في كوتونو باعتماد قمة منظمة الوحدة الافريقية مشروع الوحدة الافريقية، مؤكداً ان "أبناء افريقيا غيروا خريطة العالم". وقال العقيد القذافي الذي بدا متأثراً بشكل واضح وسط الجموع المحتشدة في "ملعب الصداقة" في كوتونو "انه يوم عظيم، يوم تاريخي … فلتسمع قارات العالم جيداً ولتصفق". ووصل القذافي الاربعاء الى كوتونو في زيارة صداقة وعمل تستغرق 72 ساعة في ختام القمة ال36 لمنظمة الوحدة الافريقية التي انعقدت منذ العاشر من تموز يوليو في لومي. ومشروع الوحدة الافريقية الذي اعتمد في لومي جاء دون طموحات الزعيم الليبي الذي كان يأمل بأن يكون مؤسس "الولاياتالمتحدة الافريقية". وفي حين كان المشروع الاساسي "لقائد الثورة الليبية" انشاء اتحاد يضم 53 دولة في القارة الافريقية، اعتمدت منظمة الوحدة الافريقية مشروع وحدة بسلطات ضعيفة ولا يتضمن جدولاً زمنياً ملزماً. ومع ذلك، اعلن القذافي في كوتونو ان افريقيا "هوية جميلة ولون لا حدود له بعد الآن". واضاف: "ينبغي الان القضاء على الحدود. افريقيا قارة موحدة لا حدود لها ولا تقسيم". وخطب القذافي لاحقا في ملعب كوتونو، امام حشد ضم بين10آلاف و15 الف شخص. وقال الزعيم الليبي في خطاب القاه بالعربية ان المسيحية كانت اداة للاستعمار في افريقيا وانه ينبغي على مسلمي القارة اقناع اخوانهم باعتناق الاسلام. واضاف ان الدين عند الله الاسلام وان المستعمرين ادخلوا المسيحية الى افريقيا بهدف السيطرة الروحية على سكانها. وشدد القذافي في خطابه الذي القاه في حضو رئيس بنين المسيحي ماثيو كيريكو على ان لغة اهل الجنة هي العربية. وفي القاهرة، وصف وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى القمة الافريقية السادسة والثلاثين بأنها "اتسمت بجدية شديدة وناقشت مواضيع قليلة ومحددة، تركزت في أربعة بنود فقط". وقال موسى، الذي يبدأ في 19 تموز يوليو الجاري زيارة لجنوب افريقيا ليترأس الجانب المصري في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، إن البند الأول كان الموضوع الخاص بالوضع الصحي في افريقيا الإيدز والملاريا والسل، مشيراً الى أن الايدز يكاد يمس ثلث سكان القارة الافريقية وهو موضوع مقلق ومن ثمة فهناك قمة تمت الموافقة عليها ستعقد في السنة المقبلة لنظر هذا الموضوع بصفة خاصة. واضاف أن الموضوع الثاني متعلق بالمديونية الافريقية والوضع الاقتصادي، موضحاً أن المديونية الافريقية لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه من دون إلغاء لأنه لا يمكن لافريقيا أن تتقدم اقتصادياً على وجه الاطلاق في ظل هذا الوضع. وقال إن الموضوع الثالث هو موضوع الأمن والنزاعات الافريقية الخطيرة المتفشية في القارة السوداء، مشيراً الى أن الرئيس شلوبا رئيس زامبيا يرأس ويقود مجموعة للتعامل مع مشكلة الكونغو، في حين تقود نيجيريا مجموعة أخرى للتعامل مع الوضع في سييراليون، والجزائر تقود مجموعة خاصة بالقرن الافريقي والنزاع الاثيوبي - الاريتري. وقال موسى ان الموضوع الرابع يتعلق بمستقبل افريقيا والمبادرة الليبية في هذا الشأن. واضاف: "لا مانع بالنسبة لهذه المبادرة أن تأخذ كخطوة نحو توحيد افريقيا إنما يجب أن لا نهز ما هو قائم وتعتبر خطوة أولى، وهو ما اتفق عليه في القمة بإقامة الاتحاد الافريقي في إطار اتفاق أو معاهدة يتم التوقيع عليها. وهي تعتبر خطوة أولى ولكن خطوة عامة بمعنى إعلان نيات وعندما تتحقق شروط عدة يمكن التقدم في تحقيقه وذلك على أساس الأقرب وليس الأبعد". وأوضح موسى أن ذلك يعني أن معاهدة الجماعة الاقتصادية الافريقية معاهدة ابوجا بها كل الافكار كالبرلمان الافريقي والحكومة الافريقية والمحكمة الافريقية والبنك الافريقي، ولكن كل ذلك على أساس أنه سيأتي في عام 2020 أو 2025 أو 2030 طبقاً لنصوص معاهدة أبوجا. وقال: "ان ليبيا تريد تحقيق ذلك هذه السنة، وهنا قررت القمة أن تقيم الاتحاد الافريقي بمعنى إيجاد اتحاد برلماني افريقي ومحكمة افريقية. لكن اقامة بنك افريقي لا يمكن تحقيقها لأنه لا بد من توافر وضع اقتصادي مختلف. وكذلك موضوع اقامة الولاياتالمتحدة الافريقية لا يمكن تحقيق المعاهدة التي جرت حولها المناقشات في القمة".