القاهرة - رويترز - تمخضت أول قمة أوروبية - افريقية عن شيء من التقارب في شأن قضايا معقدة أهمها الديون والديموقراطية. واستمع ممثلو الاتحاد الاوروبي بتأثر الى صرخة أكثر قارات العالم فقراً والتي ترزح تحت وطأة جبل من الديون، ووافقوا على البحث في تخفيف الحمل الثقيل. وفي خطاب ختامي نيابة عن الاتحاد الاوروبي قال رئيس وزراء البرتغال أنطونيو غوتيريس: "ادركنا تماماً ماذا يعني حمل الديون بالنسبة لافريقيا. استمعنا اليكم في هذا الموضوع". وأصغى زعماء 52 دولة اعضاء في منظمة الوحدة الافريقية الى محاضرات من زملائهم الشماليين الاغنياء عن الديموقراطية وحقوق الانسان ومكافحة الفساد. وأعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة نيابة عن منظمة الوحدة الافريقية: "اننا لن نحقق قفزة واسعة الى الامام ولكنني واثق من أننا سنحرز تقدماً". وبدت القمة للبعض مجرد اجتماع لتبادل خطب رنانة عن الشراكة الاستراتيجية في القرن الواحد والعشرين والمسؤولية التاريخية والمصير المشترك من دون تحديد أي خطوات عملية في المستقبل القريب. وبخلاف الاتفاق على قمة أخرى في عام 2003 وعقد اجتماعات متابعة وزارية أحاديث فان الحديث عن "روح القاهرة" له ما يبرره. والتزمت غالبية الزعماء الافارقة الصمت تجاه التعددية والاصلاح الديموقراطي. وانقسمت الى معسكرين: دول مثل مدغشقر وتونس وليبيريا جادلت بأن تخفيف الديون والتنمية الاقتصادية يجب ان تحتل اولوية على رفاهية الديموقراطية بينما قالت دول أخرى مثل بنين ونيجيريا وجنوب افريقيا انه لا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية مستمرة من دون حكومات ديموقراطية. وقال رئيس بنين ماثيو كيريكو ان حضور رئيس السنغال المخضرم عبدو ضيوف الذي سيتنحى بعد هزيمته في الانتخابات "دليل حي على امكان التحول الديموقراطي في افريقيا". وفي اعتراف بالتقدم في القارة الافريقية قال غوتيريس: "ديموقراطية ناقصة خير من استبداد كامل". وقال ديبلوماسيون ان زعماء افارقة يثور حولهم الجدل مثل لوران كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية والجنرال روبرت غيي رئيس ساحل العاج وروبرت موغابي رئيس زيمبابوي آثروا الصمت في المؤتمر. ويجب الانتظار لمعرفة موقع القمة الاوروبية - الافريقية في خضم العلاقات بين دول الاتحاد الاوروبي الفردية والجماعية مع مختلف مناطق افريقيا. وللاتحاد الاوروبي علاقات تجارية منفصلة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بموجب اتفاقات لوميه ومع دول البحر المتوسط وتشمل الشرق الاوسط في ما يسمى عملية برشلونة. وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان قمة القاهرة وضعت للمرة الأولى اطاراً للعلاقات مع افريقيا على غرار منتديات مماثلة مع آسيا واميركا اللاتينية.