شددت الاجراءات الأمنية حول غوديرميس ثاني أكبر المدن الشيشانية لمواجهة هجوم محتمل عليها، فيما اعترفت موسكو بأن قواتها تعرضت لسلسلة هجمات. وكانت مصادر عسكرية اكدت ان الشيشانيين حشدوا قوات حول غوديرميس، وذكرت وكالات الانباء الروسية ان 1500 امرأة غادرت المدينة ما يدل على ان هجوماً وشيكاً سيحصل. ونفى الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان تكون وحدات تابعة للقائد الميداني العربي الأصل خطاب طوقت المدينة، وذكر ان الانباء التي وردت في هذا الشأن "عارية تماماً عن الصحة". لكن اذاعة "سفوبودا" اكدت ان اجراءات أمنية مشددة اتخذت حول غوديرميس، ونقلت امدادات الى ضواحي هذه المدينة التي غدت "عاصمة بديلة" وفيها مركز الادارتين المدنية والعسكرية. واعترف ياسترجيمبسكي بأن شاحنة من طراز أورال اعطبت وجرح ثلاثة من الجنود كانت تقلهم. وفي حادث آخر دمرت مدرعة وعلى متنها 14 عنصراً من الوحدات الخاصة لوزارة الداخلية، وتعرضت قافلتان روسيتان لهجوم، كما اطلقت النار على مؤسسات حكومية فيديرالية ومواقع عسكرية ومخافر حدودية. وأعلنت قيادة القوات الروسية ان طائرات من طراز "سوخوي 25" و"سوخوي 24" شنت غارات على عدد من المناطق في وادي فيدينو ووادي ارغون. وفي اطار اجراءات الحماية بدأت عمليات تقطيع الاشجار على الطريق الرئيسية المارة عبر الشيشان، وظهرت "أحزمة جرداء" على امتداد الطريق عرض كل منها 50 متراً من كل جانب. ويرى المراقبون ان عمليات المقاتلين الشيشانيين والاجراءات الاحترازية التي تتخذها السلطات الفيديرالية تدل على ان الوضع في الجمهورية متوتر على رغم حديث موسكو عن "تحول نوعي". وفي هذا السياق أعلن الحاكم العسكري للشيشان الجنرال ايفان بابيتشيف امس عن إلغاء نظام بطاقات المرور التي كانت فرضت منذ بداية الحرب لتقييد التحركات داخل الأراضي الشيشانية. وفي موسكو أعلن ياسترجيمبسكي ان هناك أنباء غير مؤكدة "عن ان الرئيس اصلان مسخادوف وجه خطاباً اذاعياً الى الشعب اتهم فيه عشرة من القادة الميدانيين ب"الخيانة". وأوضح الناطق الروسي انه "إذا كانت هذه الاخبار صحيحة" لكان معناها ان "انعطافاً" قد حصل لمصلحة القوى الداعية الى وقف المقاومة. واستغرب المراقبون ان يكون خطاب مسخادوف "سمع" في موسكو ولم ترد أنباء عنه في الشيشان. ولم يستبعد مصدران يكون "الخطاب" جزءاً من مناورة اعلامية تنظمها موسكو عشية جلسة تعقدها اليوم الاربعاء الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي وتناقش فيها الملف الشيشاني وانتهاكات حقوق الانسان خلال الحرب.