} فرضت موسكو تعتيماً على خسائر القوات الروسية في معارك قرب بلدة فيدينو. وقال الشيشانيون انهم قتلوا 100 عنصر من الوحدات الروسية، فيما وردت تأكيدات على ان مفاوضات تجرى بين المركز الفيديرالي والرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف لتحقيق تسوية سلمية، إلا ان موسكو وضعت شروطاً تعجيزية لم يرد عليها مسخادوف. ذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان مجموعة من القوات الروسية تضم 41 عنصراً، وقعت في مكمن قرب قرية جاني - فيدينو، وهبت لنجدتها مجموعة ثانية، إلا أنها تراجعت بعدما تصدى لها الشيشانيون وتمكنوا من جرح 14 عنصراً روسياً وإصابة واحدة من ناقلات الجنود. ولكن الجنرال ميخائيل لابونيتس قائد قوات الأمن الداخلي الروسية في القوقاز، قال ان ثلاثة من جنوده قتلوا وجرح 16. واكد ان مصير 30 عنصراً كانوا ضمن المجموعة الأولى "ما زال مجهولاً". ونقل المراسل الميداني لاذاعة "الحرية" عن الشيشانيين قولهم ان مكمنين نصبا في الجبال وأسفرا عن مقتل 100 عنصر من القوات الروسية وتدمير أربع مدرعات. وقامت طائرات من طراز "سوخوي" وهليكوبترات بقصف المنطقة. وذكر المركز الاعلامي للقوات الروسية ان 40 مسلحاً شيشانياً قتلوا اثناء الغارات. وربما يكون احتمال تصعيد القتال واحداً من الاسباب التي دعت موسكو الى البحث عن قناة للتفاوض. وأكد الرئيس الانغوشي رسلان أوشيف في حديث الى وكالة أنباء "ايتار تاس" الرسمية امس، ان هناك فريقي عمل، يمثل احدهما المركز الفيديرالي موسكو وينوب الآخر عن مسخادوف ويتبادلان عبر اوشيف نفسه وثائق تتعلق بالتسوية السياسية. واكد الرئيس ان "نجاح المفاوضات مرهون بحسن النيات لدى الطرفين". واعترف ياسترجيمبسكي بأن أوشيف نقل الى موسكو "اقتراحات شفوية" نيابة عن مسخادوف. وقال "ان روسيا طلبت تدوينها. ثم أعادتها بعد ادخال تعديلات، الا ان الرئيس الشيشاني لم يرد منذ اسابيع". واستنتج من ذلك ان مسخادوف "ليس مستعداً لمفاوضات جدية". الا ان محللين رأوا ان موسكو فرضت شروطاً تعجيزية بينها "تسليم من تلطخت ايديهم بالدماء" وحل كل التشكيلات المسلحة وطرد "المرتزقة" الاجانب من أراضي روسيا. وخوفاً من استياء الجنرالات من المفاوضات، قال ياسترجيمبسكي ان "الاتصالات لم تجر من وراء ظهر العسكريين". واضاف ان وزارة الدفاع اطلعت عليها. وفي ما يتعلق بمصير مسخادوف، قال الناطق باسم الكرملين انه "إذا أعلن التوبة وثبت ان يديه لم تتلطخ بالدماء فإن بإمكانه ان يلحق بقطار العفو". وعلى صعيد آخر، انتقدت موسكو بشدة، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي بسبب مداخلة قدمها في اجتماع لجنة حقوق الانسان في جنيف. واعتبرت الخارجية الروسية تصريحات العراقي بأنها "معادية" لروسيا. وذكرت ان موسكو "ترفض استخدامه تعريف الارهاب" عند الحديث عن نشاطات القوات الروسية في الشيشان، كما ترفض مصطلح "العدوان الروسي". واعربت روسيا عن "استغرابها" لدعوة العراقي الى سحب القوات الروسية من الشيشان واكدت ان مثل هذه الخطوة ستكون "في صالح الارهابيين الدوليين".