وقعت معارك عنيفة امس شرق الشيشان فيما اعلن الجيش الروسي الذي يواجه اول هجوم شيشاني مضاد ان الحرب يمكن ان تستمر ثلاثة اشهر اخرى. واكد ان مدينة ارغون باتت محاصرة تماماً، متوقعاً سقوطها خلال ثلاثة ايام. وتقرر ان يزور وفد سلامي روسيا بدءاً من الاثنين المقبل ل"تقصي الحقائق". واعلن المركز الاعلامي العسكري الشيشاني ان "معارك واسعة النطاق جرت في الشرق حيث خسر الروس ثماني مصفحات وثلاث دبابات" من دون الاشارة الى الخسائر البشرية. واضاف المصدر نفسه ان المواجهات تجري في اليروي في محيط نوفوغروزنينسكي ونويبيرا شرق الشيشان لليوم الخامس على التوالي. وامتدت المعارك امس الى محيط غوديرميس المدينة الثانية في الشيشان الخاضعة لسيطرة الروس وارغون 8 كيلومترات شرق غروزني". فيما استمر القصف على غروزني وارغون واوروس - مارتان 20 كيلومتراً جنوب غرب غروزني. وأقر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف بأن الشيشانيين انتقلوا الى الهجوم المضاد في عدد من المناطق ويحاولون السيطرة على الوضع ميدانياً. وبعد ثلاثة اشهر على بدء التدخل البري في الشيشان قال سيرغييف ان العملية يمكن ان تستمر ثلاثة اشهر جديدة. وكان المسؤول الثاني في هيئة الاركان الروسية الجنرال فاليري مانيلوف اعتبر الجمعة الماضي ان القسم الاكبر من العملية سينجز "قبل نهاية العام الحالي". ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن مصادر عسكرية روسية تأكيدها ان معارك وقعت قرب ارغون. واضافت المصادر ان جندياً روسياً و25 شيشانياً قتلوا في اشتباك وقع في غابة تبعد خمسة كيلومترات عن ارغون. وقال الماريشال سيرغييف ان ارغون ستصبح تحت سيطرة القوات الروسية "في اليومين او الثلاثة المقبلين" بفضل مساندة كتيبة من الشيشانيين الموالين للروس. وتابعت "ايتار تاس" ان سكان ارغون أجروا اتصالات مع القوات الروسية لتسليمهم المدينة مقابل وقف القصف. وفي بلدة اتسخوي مارتان غرب الشيشان استعرض الجنرال فيكتور كازانتسيف قائد قوات شمال القوقاز كتيبة شكّلها بيسلان غانتميروف محافظ غروزني السابق المناوئ لأصلان مسخادوف من عناصر شيشانية موالية لروسيا وقال ناطق عسكري روسي ان الكتيبة ستنضم قريباً الى القوات الفيديرالية. وعلى صعيد آخر قالت كالة "ايتار-تاس" الروسية ان كنوة فوليبك الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون الاوروبية جدد في رسالته الى وزير الخارجية الروسي طلبه زيارة القوقاز ونقلت الوكالة عن فوليبيك قوله انه يريد زيارة داغستان واوستيا الشمالية ومناطق في الشيشان تسيطر عليها القوات الروسية واستبعد المسؤول الاوروبي ممارسة اي "ضغط اقتصادي" على روسيا بل اشار في خطابه في مؤتمر منظمة التجارة العالمية الى ضرورة قبول روسيا عضواً في اسرع وقت. وفي طهران اعلن وزير الخارجية كمال خرازي امس انه سيترأس الاثنين المقبل بعثة منظمة المؤتمر الاسلامي الى موسكو. واشار خرازي خلال مؤتمر صحافي الى ان البعثة "لتقصي المعلومات" وليست "بعثة وساطة". وقال انه بالاضافة الى ايران التي ترأس حالياً المنظمة، ستضم البعثة ممثلين عن المغرب وقطر وبوركينا فاسو. واضاف وزير الخارجية الايراني "سنتوجه الى موسكو لدراسة الوضع في الشيشان. لا نريد ان نطرح انفسنا وسطاء، فلا نية لدينا لذلك ولا خطة". وتابع "لكن العالم الاسلامي قلق عندما يسيل الدم الاسلامي في الشيشان. وان منظمة المؤتمر الاسلامي تريد المساهمة في وضع حد للحرب". واوضح خرازي ان الامانة العامة للمنظمة برئاسة عزالدين العراقي الموجود حالياً في طهران، ستنضم الى البعثة. وكانت روسيا وافقت الثلثاء على اقتراح ايران بإرسال البعثة الى موسكو لمناقشة الازمة في الشيشان.