استخدم الشيشانيون للمرة الأولى امس راجمات "غراد" في سلسلة هجمات على مواقع للقوات الروسية، فيما نفت موسكو انباء عن حصول رجال المقاومة على أسلحة جرثومية من مصادر أجنبية. واعتبر ناطق رسمي روسي دعوة الرئيس اصلان مسخادوف الى التفاوض "تغطية اعلامية لضعف فعلي". وأعلنت هيئة أركان القوات الفيديرالية في القوقاز ان صواريخ "غراد" أصابت مواقع في قضاء فيدينو الجنوبي، الا انها "لم تسبب اضراراً". وأوضح العسكريون ان الصواريخ اطلقت من منصة يدوية وليس من قوة آلية ما يجعل فاعليتها ضئيلة. ومعروف ان "غراد" هي النوع المطور لصواريخ "كاتيوشا" استخدمتها القوات الروسية على نطاق واسع لضرب "مساحات" في الأراضي الشيشانية. واعترفت القيادة الروسية بأن الشيشانيين شنوا ثماني هجمات على مواقع في مختلف أنحاء الجمهورية، ولم تعلن عن الخسائر. وذكر الجنرال فلاديمير شامانوف ان "الوضع يتدهور" وشدد على ان الهياكل الفيديرالية لم تفلح في اتخاذ تدابير لوقف "عمليات تخريبية" يقوم بها مقاتلون تسللوا الى مواقع تسيطر عليها القوات الروسية. وأثار نبأ نقلته وكالة "انترفاكس" عن مصادر داغستانية مخاوف واسعة ذكرت فيه ان الشيشانيين حصلوا على أربع حاويات فيها مادة انتراكس الجمرة الخبيثة وهي من الأسلحة الجرثومية التي كان العراق اتهم بحيازتها. ونقلت الوكالة ان من المزمع تفجير الحاويات في أربع مدن في شمال القوقاز بينها العاصمة الداغستانية محج قلعة. ورداً على أسئلة الصحافيين قال الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان الاجهزة الأمنية ترى ان النبأ لا صحة له. وأضاف ان مادة "انتراكس" توجد لدى عدد محدود من الدول ويستحيل الاحتفاظ بها من دون ظروف تكنولوجية وحرارية معينة لا تتوفر لدى الشيشانيين. ولكنه تابع ان لدى وزارة الدفاع "كل الوسائل المطلوبة لمكافحة مثل هذا الخطر". وعلى الصعيد السياسي ذكر ياسترجيمبسكي ان تصريحات مسخادوف الأخيرة "لم تتضمن شيئاً جديداً". وأضاف انه مسخادوف عاجز عن احداث تغيير جذري في ساحة المعركة "ما يضعف مواقعه السياسية ويجعله يغطي على ضعفه بنشاط اعلامي". وتابع ان موسكو ليس لديها "ما تتحدث فيه" مع مسخادوف لكنه في الوقت ذاته دعا الأخير الى العمل من اجل اطلاق سراح الأسرى والرهائن، ما اعتبر اشارة الى ان موسكو تضع شروطاً يمكن في حال تنفيذها ان تبدأ مفاوضات علنية مع الرئيس الشيشاني أو ممثلين عنه.