بعد ساعات من إعلان قائد القوات الفيديرالية في القوقاز عن "انتهاء الحرب" ووقف الغارات على الأراضي الشيشانية، شنت الطائرات الروسية زهاء 40 غارة، وأعلن عن معركة استمرت ثلاث ساعات، وأعربت القيادة الفيديرالية عن خوفها من هجوم على غروزني ومدن أخرى. وكان الجنرال غينادي تروشيف التقى المفتي أحمد الحاج قادروف الذي عينته موسكو رئيساً للإدارة الموقتة حاكماً للشيشان، وقال اثر اللقاء إن "الحرب انتهت" وان اتفاقاً تم على أن تكف القوات الفيديرالية عن العمليات الهجومية وتمتنع عن القصف المدفعي والغارات الجوية، وتسحب قوات الجيش إلى قواعد ثابتة على أن تتولى وحدات الأمن الداخلي والشرطة مهمة "إبادة من تبقى من قطاع الطرق". وأضاف قائد قوات القوقاز انه لم يبق في الشيشان سوى 1500 مقاتل "تشرذموا في مجموعات صغيرة" يضم كل منها 3-5 أو 10-15 عنصراً. وبعد ساعات صدر بلاغ عسكري ينقض تصريحات الجنرال، ويؤكد ان الطائرات الروسية شنت أكثر من 40 غارة، منها 12 غارة قامت بها طائرات "سوخوي" لضرب مواقع في المناطق المجاورة لوادي ارغون. وأكد بلاغ آخر ان النيران اطلقت أكثر من 20 مرة خلال الليلة الماضية على مواقع القوات الروسية، وجرت معركة استخدمت فيها الهاونات والرشاشات واستمرت أكثر من ثلاث ساعات في قلب بلدة اتشخوي مارتان جنوب غربي غروزني. ولم تعلن موسكو أرقام الخسائر من الجانبين، إلا أنها توقعت المزيد من العمليات ضد العاصمة والمدن الكبيرة مثل غوديرميس وارغون. وذكر المركز الإعلامي للقيادة الفيديرالية ان قوات شيشانية تحشد في المناطق السهلية وقرب المراكز المأهولة تمهيداً لهجوم عليها. وقامت قوات وزارة الداخلية بسلسلة عمليات خاصة ل"تطهير" عدد من المناطق. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مكتب سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد رئيس الدولة ان الفيديراليين "أبادوا شراذم" في مناطق متعددة ودمروا "قاعدة للمرتزقة العرب" قرب بلدة تسافيدنيو. على صعيد آخر، سعت موسكو إلى وقف حملة الاستقالات الجماعية التي بدأها موظفو الإدارات المحلية احتجاجاً على تعيين قادروف. وذكر ياسترجيمبسكي أمس ان "ملف المجابهة اغلق" بين قادروف و12 من محافظي المدن والبلدان الذين كانوا وجهوا رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين دعوه فيها إلى إعادة النظر في قراره تعيين قادروف. وأكد ياسترجيمبسكي ان المفتي السابق "حقق أول نجاح" باقناعه عدداً من القادة الميدانيين بإلقاء كلمات من التلفزيون المحلي، والدعوة إلى وقف المقاومة و"التخلي عن السلفية" ومساندة رئيس الإدارة الموقتة.