} تكبّدت القوات الروسية خسائر فادحة في "مثلث الرعب" بين غوديرميس وارغون وشالي في جنوب شرقي الشيشان حيث استمرت المعارك الضارية امس. واكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان "الهدنة انتهت" وقرر ارسال امدادات عاجلة الى منطقة العمليات. واعلن العسكريون الروس حال طوارئ بشكل غير قانوني في شرق الشيشان، فيما تراجعت موسكو عن عزل اثنين من "الصقور" في الجيش في مؤشر الى صراع داخله. لم تفلح السلطات الروسية في فرض تعتيم اعلامي على معارك بدأت اول من امس وقامت خلالها مجموعات يضم كل منها بين 300 و1500 عنصر بمهاجمة مدن "المثلث" الذي كان اثناء الحرب الماضية بمثابة خط الدفاع الثاني للشيشانيين بعد انسحابهم من غروزني. وافادت انباء تسربت من الجبهة ان القوات الروسية تكبّدت افدح الخسائر في مدينة شالي التي رفع فوقها العلم الشيشاني وحوصر بضع مئات من رجال الوحدات الخاصة الروسية في بناية وسط المدينة. واخذت المدفعية البعيدة المدى تقصف مواقع وسط شالي لارغام الشيشانيين على رفع الحصار عن البناية المطوّقة. واستمر القتال العنيف قرب محطة القطار الرئيسية في مدينة ارغون 15 كيلومتراً جنوب العاصمة وفي مواقع داخل غوديرميس ثاني اكبر المدن الشيشانية حيث تمكن المقاتلون من احتلال مدرسة اتخذت مقر قيادة لاحدث القطعات الروسية واحتجزوا رهائن هناك. وقرب غوديرميس، نصب الشيشانيون مكمناً لطابور شاحنات، ذكرت وزارة الدفاع الروسية انها "صهاريج ماء". وعندما هرعت لنجدتها مجموعة من المدرعات تعرضت الى وابل من النيران. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان القوات الروسية فقدت هناك 26 قتيلاً و33 جريحاً. وعقد الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين اجتماعاً لأركان حكومته واعلن بعده وزير الدفاع ان القوات "استطاعت السيطرة" على المثلث، رغم ان بيانات عسكرية صدرت لاحقاً اشارت الى استمرار المعارك. واعتبر سيرغييف الهجوم الشيشاني "ضربة غادرة" وانتهاكاً ل"وقفة" اعلنتها موسكو لمناسبة عيدي الفطر ورأس السنة. واضاف انه "لا حديث عن هدنة بعد الآن". ومعروف ان روسيا كانت قررت من جانب واحد "التوقف" عن القيام بعمليات في غروزني فقط، في حين انها واصلت قصف وتدمير مناطق شيشانية عدة، ولوحظ ان المجاهدين لم يهاجموا اي مواقع في العاصمة. واكدت وزارة الدفاع الروسية انها استأنفت العمليات في غروزني وقصفتها جواً وبنيران المدفعية. وذكر قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف ان هدف الهجوم على "المثلث" هو تخفيف الضغط على المقاتلين داخل العاصمة، واكد ان قواته "ستضرب من دون رأفة". والى جانب تصعيد العمليات الحربية، فرضت السلطات العسكرية نظام منع التجول في مناطق شالي وارغون وغوديرميس. واثارت الاحداث الاخيرة بلبلة في القيادات العسكرية والسياسية الروسية. وتراجعت موسكو عن قرارها اقصاء الجنرالين فلاديمير شامانوف وغينادي تروشيف عن قيادة المحورين الشرقي والغربي في الشيشان. ورأى مراقبون ان عودة شامانوف وتروشيف تؤكد ان هناك صراعاً داخل المؤسسة العسكرية وان جناح "الصقور" قد تكون له الغلبة. واعلن امس عن نقل مزيد من القوات لدعم الوحدات الروسية الموجودة في المناطق الجنوبيةالشرقية. وعمد الطيران الى تكثيف غاراته على غروزني والمدن الاخرى. وقال مالك سعيد اللايف رئيس "مجلس الدولة" الذي نصبته موسكو لحكم الشيشان ويضم شخصيات شيشانية متحالفة معها، ان "الوضع بدأ يتحول لغير مصلحة العسكريين الروس". وتوقع انتقال الشيشانيين الى تكتيك اعتمدوه في الحرب السابقة ويتلخص في استعادة مدن والاحتفاظ بالسيطرة عليها مدة اسبوع او اثنين، بهدف استنزاف القوات الروسية ومن ثم الانسحاب منها الى الجبال بأقل قدر من الخسائر.