واجهت المفتي احمد قادروف مصاعب عدة منذ تعيينه في منصب رئيس الادارة الموقتة في الشيشان، فيما تعهد وزير الداخلية الروسي الذي كان يؤبن ممثل وزارته في غروزني ببذل جهوده القصوى ل"إعادة النظام الدستوري" الى الجمهورية. وأُجِّلت المراسم الرسمية لتسلم قادروف منصبه الجديد، وسط مشاكل أمنية وسياسية متزايدة، حيث وقعت هجمات عدة خلال الأيام القليلة الماضية على شخصيات وعناصر شيشانية موالية لموسكو. ففي بلدة اوروس مارتان قتل الجمعة الماضي امامها المسن عمر اوريسون الذي كان مرشحاً لتولي منصب المفتي بدلاً من قادروف. وقتل شرطيان قرب مدينة ارغون. ويتعرض قادروف المحاط دائماً بحراسة مشددة للتهديدات، وخصص فاخا ارسانوف، نائب رئيس الوزراء في حكومة اصلان مسخادوف، مبلغ 250 ألف دولار مقابل احضار قادروف الى معاقل المقاتلين "حياً أو ميتاً". ويواجه قادروف ايضاً معارضة من فئات شيشانية موالية لموسكو. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" ان رؤساء الادارة المحلية في عشرة اقضية، من أصل 18 قضاء في الشيشان وجهوا رسالة الى الرئيس فلاديمير بوتين يعلنون فيها رفضهم التعامل مع قادروف. ويواصل مالك سعد اللايف وعمر جبرانيلوف، رجلا الاعمال الشيشانيان المعروفان معارضتهما لرئيس الادارة الشيشانية. وعبر عدد من الشيشانيين الذين عملوا في حكومة ودكو زفغايف الموالية لموسكو قبل سقوط غروزني في ايدي المقاتلين عام 1996، عن احتجاجهم لسعي قادروف الى الاعتماد على "عناصر معتدلة" عملت في نظام مسخادوف وحتى بعض القادة الميدانيين الذين يحاورهم قادروف لكسبهم الى جانبه. وتشير بعض الصحف الروسية الى ان نيكولاي كوشمان الذي يحمل صفة نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي لشؤون الشيشان، على رغم قرار موسكو حل مكاتبه، يقف وراء معارضي قادروف ويساندهم. وأشارت صحيفة "كوميرسانت" الى خلاف قادروف مع الأخوين سليم وجبرائيل يامادايف قائدي الميليشيات المحلية في غوديرميس معقله، مما يضعف مواقعه في المنطقة الى حد كبير. وعلى صعىد آخر جرت في موسكو مراسم دفن الجنرال غينادي شبيغوف الممثل السابق لوزارة الداخلية الروسية لدى حكومة اصلان مسخادوف. وكان شبيغوف خطف ربيع عام 1999 من مطار غروزني وظل أسيراً عند المقاتلين الشيشانيين الى ان وجدت جثته حديثاً في جنوب الشيشان.