صعّد العراق حملة تنديده بالضربات الجوية الاميركية والبريطانية لدفاعاته الجوية في منطقتي حظر الطيران في الجنوب والشمال، في حين استبعد ضابط عراقي سابق قدرة الدفاعات الجوية العراقية على إسقاط طائرة اميركية. فاضافة الى دعوات الرئيس صدام حسين الى "تمريغ سمعة السلاح الاميركي" اثناء لقاء مع قادة في الدفاع الجوي والتصنيع العسكري الاسبوع الماضي، جدد وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف مطالبته الجامعة العربية ب"ادانة العدوان الاميركي - البريطاني المستمر على العراق" من دون ان ينسى اعتبار تركيا "شريكة اساسية في العدوان على شعبنا". وكانت بغداد شددت على الموقف الفرنسي الداعي لايقاف الضربات الجوية قبل الحديث عن اي التزام عراقي بالقرار الدولي 1284، وهو ما رأت فيه مساندة دولية تشترك فيها روسيا والصين وتدعو الى "ايقاف العدوان الاميركي - البريطاني". وفيما اعلنت بغداد ان "الرئيس صدام حسين اشرف على وضع الخطط التقنية والتعبوية المناسبة والمبتكرة لمواجهة العدوان الاميركي على ساحة عمليات الدفاع الجوي" اكدت ان تلك الخطط ادت الى "افشال اداء صاروخ "هارم" الاميركي واخراجه من المعركة، وبرز ذلك بشكل واضح منذ يوم الفتح المبين عملية ثعلب الصحراء 1998 وحتى اللحظة بنسبة اصابة تساوي صفر في المئة". الى ذلك، اكد ضابط عراقي في الاردن، كان عمل في القوة الجوية والدفاع الجوي، ان امكانات المناورة العراقية في اسقاط طائرة اميركية تبدو محدودة للغاية، على رغم حصول العراق على صواريخ مضادة للطائرات من روسيا ويوغوسلافيا. وقال العقيد الركن ياسر الكيلاني ان "صواريخ سام 2 و سام3 لم تشكل تهديداً للطائرات الاميركية والبريطانية على رغم مدياتها البعيدة بسبب تعرضها لتشويش مكثف من الطائرات المغيرة ما جعلها غير قادرة على اصابة طائرة او اسقاطها". واضاف ان ضعفاً تقنياً في تجهيزات الطائرات العراقية جعلها غير قادرة على ادارة معركة اشتباك جوي لتحقيق هدف تراه القيادة العراقية "ابو الاهداف" ويتمثل باسقاط طائرة اميركية. ولان العراق يعتبر اليوم معركته ضد مناطق "حظر الطيران" و"الغارات الاميركية - البريطانية" مرحلة متقدمة من سعيه ل"افشال مخططات العدوانيين ضد النظام الوطني"، اصبحت المؤتمرات الصحافية شبه اليومية لقادة الدفاع الجوي العراقي فقرة اساسية في التعبئة الاعلامية التي تؤكد ان هدف الضربات الجوية الاميركية تحول الى "تدمير مساكن الابرياء والمنشآت المدنية من مصانع ومزارع ومدارس". وتؤكد مصادر اميركية ان الطيارين الأميركيين يقصفون "اهدافاً لها ترددات تستهدف طائراتهم من دون معرفتهم اين تقع تلك الاهداف" وان "شظايا صواريخ وقنابل وسائل الدفاع الجوي العراقي التي تضل اهدافها توقع اصابات بين العراقيين" وذلك في محاولة للتخفيف من ردود الفعل العربية والدولية التي تعلن استياءها من الاصابات الكثيرة التي تسببها الغارات الجوية للمواطنين في المدن والقرى. وتقول مصادر المعارضة العراقية ان احياءها المدنية أصبحت اماكن لانتشار وسائل الدفاع الجوي. واستخدام السلطات العراقية مواطنيها "دروعاً بشرية"" لحماية اهدافها العسكرية أمر يؤكده الضابط العراقي، إذ يشير الى ان مدارس ومساجد ومصانع ومستودعات مواد غذائية استخدمت مرات كثيرة منذ حرب الخليج الثانية مواقع عسكرية، فأصبحت مقرات قيادة ومستودعات عتاد من نوع خاص، اضافة الى وضع رادارات ومدافع مضادة للطائرات، لافتاً الى ان في بغداد وحدها مئات المدافع المضادة للطائرات التي تستخدم العمارات السكنية والمواقع المدنية "مناطق انفتاح لها".