بغداد، القاهرة، واشنطن، بانكوك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - نفت واشنطن قصف طائرات أميركية أهدافاً مدنية قرب بغداد أول من أمس، وأعلن الرئيس بيل كلينتون انه لم يفقد الأمل بعودة مفتشي الأسلحة الى العراق، معرباً عن الأسف للمواجهات المتكررة بين الطائرات الأميركية وأنظمة الدفاع الجوي العراقية. وعزا السبب الى عدم التزام بغداد قرارات مجلس الأمن. ووصف وزير الخارجية المصري عمرو موسى تهديدات العراق لجيرانه بأنه "مستفز" يثير غضب دول كثيرة. وشدد على رفض بلاده أي خطط من شأنها تقسيم العراق والمساس بسيادته. وقال: "لا أعتقد أن أي دولة عربية بما فيها الدول الخليجية تؤيد تقسيم العراق"، لكنه استدرك قائلاً "إن المخاوف من تقسيم العراق أمر قائم، وهذا يقلقنا جميعاً". ونفى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة هنري شيلتون قصف طائرات غربية أهدافاً عراقية خارج منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه، ونية واشنطن ان تفعل ذلك "في هذه المرحلة". وكان العراق أكد قصف طائرة أميركية أهدافاً مدنية قرب بغداد أول من أمس أدى الى مقتل شخص وجرح آخرين. وأوضح شيلتون في مؤتمر صحافي عقده أمس خلال زيارته لبانكوك: "نعمل فوق خط العرض 33 ولا نتعدى خط العرض 36 في الجنوب. لم نفعل ذلك ولا ننوي في اطار عملية تطبيق" الحظر. وأضاف: "أي شيء يصدر من بغداد يجب أن تشك فيه". ووصف العمليات التي تنفذها الطائرات الأميركية والبريطانية بأنها دفاع عن النفس رداً على "استفزازات" الرئيس صدام حسين و"أعماله العدوانية". وذكر ان صدام "أعلن عدم التزامه الحظر الجوي، واعتبر أنه أصبح لاغياً، وعمد خلال الأيام القليلة الماضية الى انتهاك هذا الحظر وفتح نيران مدفعيته المضادة للطائرات وأطلق صواريخ أرض - جو ورصد طائراتنا بالرادار كهدف، وهذا عمل استفزازي. اشتبكنا كلما أقدم صدام على هذه الانتهاكات، وسنواصل ذلك كي نطبق الحظر" الجوي. الى ذلك، أعلن كلينتون ان الولاياتالمتحدة لم تفقد الأمل بعودة نظام التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل الى العراق، وأعرب عن أسفه لاستمرار المواجهة العسكرية مع بغداد بسبب عدم التزام النظام العراقي قرارات مجلس الأمن. ودافع الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحافي عقده ليل أول من أمس مع رئيس غانا جيري رولينغز الذي يزور الولاياتالمتحدة، عن "ضرورة المحافظة على منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه، والحاجة الى مراقبة هاتين المنطقتين". واعترف بأن نظام التفتيش توقف بعدما أنهى صدام تعاونه مع لجنة "اوسكوم". وأشار الى الغارات المتكررة للطائرات الأميركية على مواقع الدفاعات الجوية العراقية في منطقتي الحظر الجوي، وعزا ذلك الى اعتراض هذه الدفاعات الطائرات الأميركية، وتكهن بأن الهدف العراقي هو تحقيق "انتصار رمزي باسقاط إحدى هذه الطائرات، أو ربما تخويفنا ودفعنا الى التخلي عن فرض منطقتي الحظر الجوي الذي نلتزمه بموجب قرارات مجلس الأمن". وذكر كلينتون ان شبكة الدفاعات الجوية العراقية أصيبت بأضرار كبيرة خلال الاشتباكات، ربما أكثر مما لحق بها خلال عملية "ثعلب الصحراء" أواخر العام الماضي. وزاد: "آسف لذلك وأتمنى ان يتوقف صدام عن ذلك، وأن يعقد اتفاقاً مع الأممالمتحدة يؤمن عودة المفتشين الدوليين". وأكد ان الادارة الأميركية لا تريد إيذاء الشعب العراقي بل مساعدته. في بغداد اكد قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق الركن شاهين ياسين التكريتي ان الطائرات الاميركية والبريطانية لم تتمكن من اصابة اهدافها العسكرية وان غاراتها انتهت الى فشل وتحدث التكريتي الى صحيفة "الزوراء" عن "لجوء غربان الأعداء الطائرات الغربية الى افراغ حمولتها من القنابل والصواريخ في عرض الصحراء او اسقاطها على اهداف مدنية بعيداً جدا ًعن الاهداف التي يحرسها رجال المقاومة الارضية، ليعلن البنتاغون في ما بعد عودة طائراتهم سالمة". ورأى ان الادارة الاميركية "باتت تتخبط وتنتقل من فشل الى آخر اكبر منه"، وشدد على ان "شراسة مقاومة" رجال الدفاع الجوي العراقي "اقلقت طياريهم الاميركان وبعثرت حسابات طائرات الاواكس واليو-2". وسخر من "اعتقادهم الاميركيون بنجاح ضرباتهم الجوية التي خططوا لاستمرارها ستة شهور من أجل الانتقال بعدها الى ما سموه سياسة الاحتواء مع الاكراه العسكري". وأفادت "وكالة الانباء العراقية" ان سلطات الدفاع المدني ابطلت في محافظة القادسية 180 كلم جنوببغداد عدداً من القنابل "العنقودية" ألقتها الطائرات الاميركية والبريطانية. ونقلت الوكالة عن مصدر في مركز المحافظة في مدينة الديوانية ان "فرق الدفاع المدني أبطلت ستين قنبلة من أصل حاويتين القيتا الاثنين الماضي على منطقة الحصبة في ناحية غماس داخل المحافظة". واشار الى ان اجهزة الدفاع المدني أبطلت منذ بدء حرب الخليج 8450 الف قنبلة عنقودية و734 قنبلة من أنواع أخرى. ونددت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين ب "تمادي" الولاياتالمتحدة وبريطانيا "في عدوانهما على العراق وبلوغه حداً خطيراً بمهاجمة منشآت مدنية في ضواحي بغداد". واعتبرت ان هذا الهجوم "يشكل تصعيداً خطيراً في الحملة العدوانية الاستعمارية الانغلو - أميركية على العراق".