أطلقت الدفاعات الجوية العراقية امس صواريخ جديدة على طائرات اميركية قصفت بطارية للمضادات الأرضية ومركزاً للاتصالات في منطقة حظر الطيران شمال العراق. وقال ضابط اميركي في قاعدة انجيرليك الجوية التركية ان العراقيين "يستخدمون للمرة الأولى مثل هذه الأسلحة منذ 28 كانون الأول ديسمبر الماضي". في الوقت ذاته، ذكرت مصادر عراقية موثوق بها ان قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق الأول الركن شاهين ياسين قصد من خلال تأكيده الاسبوع الماضي "جاهزية وسائل الدفاع الجوي في التصدي للطائرات الاميركية والبريطانية" اعلان بدء العمل في منظومات صواريخ جديدة تمكنت بغداد من الحصول عليها أخيراً. وأكدت المصادر ان الرئيس صدام حسين كان عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين في الدفاع الجوي والتصنيع العسكري من أجل "تأمين نظام دفاع جوي جديد وفعال" لا سيما ان الغارات اليومية للطائرات الاميركية على منطقتي الحظر الجوي في الشمال والجنوب "اخرجت من الخدمة" غالبية بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات. وتابعت المصادر ذاتها ان مسؤولاً في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية هو العميد عماد محمد علي أشرف على نقل معدات للصناعات الخاصة بالدفاع الجوي العراقي، من مصادر مختلفة يرجح ان تكون بينها فرنسا، وهي زودت العراق سابقاً صواريخ "رولاند"، وصربيا التي زودته صواريخ من منظومات روسية الصنع من طراز "سام 6" و"سام 10". واكدت ان محمد علي كان شارك في محادثات في شأن صفقة سلاح روسي اجراها في موسكو وزير النقل والمواصلات العراقي احمد مرتضى أحمد في شباط فبراير الماضي. وأشارت الى ان عدداً من الخبراء الروس وصلوا الى العراق خلال الشهرين الماضيين ضمن "اتفاق يقضي بإشراف الجانب الروسي على اعادة نشر شبكة الدفاع الجوي العراقي وتحديثها". وأفادت المصادر ان مسؤولاً في الدائرة الخاصة بمشتريات الجيش العراقي هو اللواء حامد صالح عطية، كان زار باكستان والهند والصين وجنوب افريقيا لعقد صفقات أسلحة وصفت بأنها "غير مشمولة بقرارات مجلس الأمن". وبحسب المصادر فإن "مدافع متطورة مضادة للطائرات" مجهزة بشبكة رادار فاعلة أدخلت حديثاً الخدمة، الى جانب بطاريات صواريخ كانت أطقم عراقية تدربت عليها في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. في أنقرة أ ف ب أعلن بيان للقيادة الأوروبية للجيش الاميركي ان طائرات اميركية قصفت بطارية للمضادات الأرضية ومركزاً للاتصالات في شمال العراق. وأضاف البيان ان طائرات "اف - 15" و"اف - 16" ألقت "دفاعاً عن النفس"، بعدما تعرضت لصواريخ أرض - جو والمضادات الأرضية العراقية، قنابل وصاروخ "هارم" على بطارية مضادة للطيران جنوب الموصل وعلى مركز للاتصالات شمال هذه المدينة. استهداف "مقرات القيادة" الى ذلك، زادت السلطات العراقية من اجراءاتها الاحتياطية تحسباً لعملية عسكرية أميركية تستهدف الرئيس صدام حسين والشخصيات القيادية في حكومته. وقالت مصادر عراقية مطلعة ان اقسام التمويه في دوائر المخابرات والاستخبارات والامن الخاص نشطت في الآونة الاخيرة للتعتيم على تحركات صدام ومعاونيه مستخدمة وسائل تشويش متطورة حصلت على بعضها من دول اوروبية "صديقة". واشارت الى ان بغداد تلقت "نصيحة" روسية بالحذر والاستعداد ل"هجمة وشيكة" من الولاياتالمتحدة قد لا يتم فيها استخدام القصف الجوي على نطاق واسع كما في عملية "ثعلب الصحراء" في كانون الاول ديسمبر 1998 بل توجّه الى "اهداف منتقاة" لضرب القيادة العراقية. وقالت المصادر ذاتها ان اتجاهاً لدى القيادة العراقية يتكثف من اجل "توضيح" تصريحات الرئيس صدام حسين حول الموقف من ايران، وذكرت "ان بغداد سترسل مبعوثين على مستوى عالٍ لايضاح الموقف الذي تعتبره مصادر عراقية رسمية انه معرّض للتشويه" مشيرة الى ان المبعوثين سيتوجهون الى عواصم عربية عدة.