القاهرة - أ ف ب - توفي الاسبوع الماضي عن 75 عاماً، عبدالعزيز عناني، استاذ الرياضيات في المدارس الاعدادية وعاشق ومؤرخ وذواقة الموسيقى العربية، تاركاً وراءه واحدة من اكبر المكتبات الموسيقية العربية التي امتلكها فرد. واكد ابنه البكر محمود، ان والده الذي عرف كبار الموسيقيين مثل محمد عبدالوهاب وسيد مكاوي وآخرين، "ترك اكثر من تسعة آلاف اسطوانة وألفي شريط فيها عشرات الآلاف من الألحان والأدوار لكبار الموسيقيين العرب والشرقيين ومجموعة من الألحان النادرة، غير المتوافرة في اي مكان آخر". وكان غنى هذه المكتبة، دفع بمديرة الموسيقى العربية في دار الاوبرا رتيبة الحفني الى تسجيل مادة هذه المكتبة لضم نوادرها الى مكتبة دار الاوبرا الموسيقية. واشترى الراحل الجزء الاكبر من مكتبته في منتصف القرن الماضي. واطلق عليه اصدقاؤه لقب "ملك التراث الموسيقي". واصبح العديد من دارسي الموسيقى العرب والاجانب يلجأون اليه للحصول على مادة دراستهم وسماع ارائه في مسودات هذه الدراسات. واجتمعت في مكتبته الاعمال الكاملة للشيخ علي محمود وسيد درويش ويوسف المنيلاوي والشيخ ابو العلا محمد وعبدالحي حلمي وصالح عبدالحي ومنيرة المهدية ونادرة وسيد الصفتي وفتحية احمد ومحمد القصبجي وغيرهم، اضافة الى تسجيلات نادرة لعازفين مشهورين مثل سامي الشوا ومحمد العقاد وابراهيم شهلون واوبريتات الشيخ سلامة حجازي. وسجل ايضاً الموشحات والبشارف والسماعيات والتقاسيم والمواويل القديمة لمشاهير المطربين مثل الصفتي وحلمي ومحمود صبح، اضافة الى نوادر ام كلثوم وعبدالوهاب. كذلك امتلك تسجيلات كاملة لمؤتمرات الموسيقى العربية منذ اول مؤتمر عام 1932. ومن المواد النادرة التي امتلكها ايضاً 1000 دليل وكتاب موسيقي اعتبرها الناقد ايمن حكيم "من اندر واهم ما صدر عن الموسيقى والغناء في تاريخ العرب". وساهم الراحل مع الكثر من اصدقائه في تشكيل الجمعيات والفرق الموسيقية ومنها جمعية سيد درويش التي كانت تقيم حفلات اسبوعية لمحبي هذا الفن وفرقة التخت العربي التي انشأها مع صديقه الراحل حسين الاتربي. وكان المطربون علي الحجار ويسري قطر وتوفيق فريد واميرة سالم وعايشة حسن من ابرز الاسماء التي خرجت من صفوف هذه الفرقة.