لور ابنة جورج دقاش، إحدى مواليد الربيع لبرج الحمل، اختار والدها اسمها من أحد أسماء شجر الغار باللاتينية. والدها جورج من كبار تجار الأقمشة في بيروت وعواصم أخرى يهوى الغناء والموسيقى العربيين. لم يخل منزل أسرتها من التراث الشامي الريفي (الميجانا والعتابا ) والمدني (القدود الحلبية والأهازيج الشعبية والسماح)، وقد امتلك والدها مكتبة أغانٍ تحتوي على كل أنواع الغناء المصري خاصة ذلك الغناء الذي ذاع في كل البلدان العربية ومنها بلاد الشام، وأخذت لور في سماع الاسطوانات المصرية وحفظت الكثير من أغاني سلامة حجازي وزكي مراد وسيد الصفتي ويوسف المنيلاوي ومنيرة المهدية ونعيمة المصرية ومحمد عبد الوهاب وصالح عبدالحي وغيرها، واكتشف والدها وهو يستمع إليها حلاوة صوتها فتعهدها بالعناية والرعاية، وفي السابعة من عمرها غنت في حفل عائلي من ألحان الطبيب والملحن الهاوي أحمد صبري النجريدي لأم كلثوم آنذاك قصيدة «مالي فتنت بلحظك الفتاك»، وطقطوقة «ياكروان والنبي سلِّم» ما ألفت ضيوف البيت. أتاح لها والدها فرصة تعلم العزف والغناء على أصولهما حيث تعلمت العزف على آلتها الأثيرة، وهي العود على يد الأستاذ بترو طراو كذلك تعلمت النظريات والتدوين الموسيقى بالإضافة إلى فن الموشح مع الملحن سليم الحلو. تميز صوتها بنبرة فتية في طبقة عالية وندية متمكنة من مختلف النغم وقادرة على أداء أصعب الجمل اللحنية والإيقاعية مما سينعكس على تجربتها في المستقبل، ويضعها في صف المطربات الخالدات. دفع والدها موهبتها خطوة نحو الاحتراف، فوضع الشاعر بطرس معوض، وهو صديق للعائلة، قصيدة فجر التي لحنتها لور ثم وضعت ألحاناً أخرى منها أغنية كتبها والدها «بدي أروح»، وحوارية غنائية مشتركة مع المغني اللبناني موسى حلمي بعنوان «التليفون». وقد سجلت لها الأغنيات شركة بيضافون فرع بيروت عام 1929، وهذا ما منحها اسمها الجديد «لور دكاش». رغبت أن تزور مصر بعد أن صدرت أسطوانتها وسوقت هناك وشجعها على ذلك مالك بيضا فون إيليا بيضا، وكان شريكه المغني والملحن محمد عبد الوهاب.. وفعلاً زارت مصر عام 1933 مع والدها الذي سافر معها وقضيا أسبوعين في أرض الكنانة. وفي تلك الأثناء كانت مصر في نضال ضد المستعمر وأعوانه، وكان اسم الزعيم الوطني سعد زغلول على كل لسان. أرادت مطربتنا الراحلة مشاركة أبناء مصر في هذا النضال وطلبت زيارة ضريح سعد، وهناك غنت من تلحينها نشيداً كتبه الشاعر بطرس معوض: « يا روح سعد قد سكنت قلوبنا وأقمت فيها للصلاة معبدا « ما تركت أثراً كبيراً في نفوس أهل مصر وسط حناجر وألحان لم تكن بعيدة عن الروح الوطنية عند منيرة المهدية وسلامة حجازي وكامل الخلعي وسيد درويش.. ولكن ستعود إلى بيروت محملة بتلك الذكرى وهي تعد نفسها أن تزورها مرة أخرى، فانشغلت في التلحين وتعبئة الأسطوانات وبعض الحفلات لأن القدر يعدها بمفاجأة بعد ثلاثة أعوام..