أشار تقرير داخلي لحزب البعث الحاكم في سورية الى وجود "سلوكيات غير مسؤولة" بينها "الانتهازية" اساءت الى العمل الحزبي في السنوات الاخيرة، مما أدى الى "اختيار غير صحيح لبعض كوادر الحزب" وتغيير مستمر في قياداته. واكد تمسك دمشق بموقفها من تحقيق السلام في الشرق الاوسط، مشيراً إلى تحول سورية الى صاحبة "قرار السلم والحرب" في لبنان. وتحدث التقرير الذي اعدته "هيئة الرقابة والتفتيش الحزبية" التي تضم خمسة اعضاء في القيادة القطرية، الى المؤتمر القطري التاسع المقرر السبت المقبل قرب دمشق عن "تعميق تجربة الحزب في قيادة الدولة والمجتمع على اساس المضمون الديموقراطي للسلطة الشعبية وتمتين الوحدة الوطنية وتعزيز البناء المادي لسورية الصمود". ويعقد المؤتمر في حضور 1150 عضواً بينهم 950 عضواً اصيلا يحق لهم التصويت والترشيح الى انتخابات اللجنة المركزية 90 شخصاً والقيادة القطرية التي تضم 21 عضواً وتشكل الجسم الاساسي للمناصب العالية في الحكومة والمؤسسة العسكرية. وأعدت تقارير سياسية وتنظيمية عن عمل حزب البعث في السنوات ال15 الأخيرة لمناقشتها ووضع رؤية للمستقبل. لكن المؤتمر سيركز في شكل اساسي على موضوع ترشيح الدكتور بشار الاسد لرئاسة الحزب تمهيداً لترشيحه لرئاسة الجمهورية. ونوه التقرير بالموقف السوري من عملية السلام "اذ ان سورية اصبحت دولة العرب وخاصة في معركة السلام التي تهدف الى اقامة سلام عادل وشامل يرتكز على تطبيق القرارات الدولية". واضاف ان "دمشق البعث صارت حصناً حصيناً للقضية القومية وتحولت الى دولة العرب التي تمتلك قرار الحرب والسلم في القضية المركزية للعرب القضية الفلسطينية وما يتصل بالقضايا الاخرى وخاصة في القطر اللبناني الشقيق وتأكيد تلازم المسارين السوري واللبناني". وفي المجال التنظيمي الداخلي، لاحظ التقرير ان "لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية ساهمت في التأطير المطلوب للحياة الحزبية وفق نصوص النظام الداخلي، ولعبت دورها في تجسيد سوية الاداء الحزبي القيادي وتطوير اخلاقيات المناضل البعثي المسؤول... وكشف مناطق القوة والضعف في الممارسة الحزبية". وبعد اطلاع معدّي التقرير على وضع الحزبيين في السنوات ال15 الأخيرة، أشاروا الى وجود "ظاهرة عدم الاختيار الصحيح للكوادر القيادية مما أدى الى ارتفاع نسبة التغيير فيها، وعدم الوصول الى اجتماع حزبي ملب للهدف وتغليب الجانب الاداري والخدمي على الجانب النضالي والعقائدي، وان التنسيب الحزبي يجري بصورة اقل دقة مما هو مطلوب في النظام الداخلي من حيث النوعية". كما لاحظ التقرير "وجود بعض السلوكيات غير المسؤولة التي تسيء الى روح العمل الحزبي الصحيح وتلقي بظلها السياسي على حياة الحزب مثل تنازع الارتباطات والولاءات والعلاقات غير الحزبية والتمسك بالمورثات القديمة"، مؤكداً ان هذه "تتنافى والانتماء البعثي الصحيح" ذلك ان "ضعف الوعي الحزبي يفسح المجال لظاهرة ازاحة المسؤولية عن النفس وفقدان الشعور بالواجب" و"تفشي ظاهرة الانتهازية عند بعض الرفاق".