أكد رئيس الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير ان المنظمة الدولية "ستضطر للبقاء سنوات عدة في الاقليم من أجل بناء مجتمع ديموقراطي فيه". وذكر في تقرير قدمه ليل أول من أمس إلى مجلس الأمن الذي يناقش الوضع في كوسوفو بعد عام من إدارة الأممالمتحدة له "ان تقدماً كبيراً تحقق في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب". وقال: "نحتاج إلى سنوات لبناء مجتمع قائم على التسامح والديموقراطية، ينهي الكراهية ويوفر التعايش بين الصرب والألبان". وأضاف أمام المجلس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان: "سنبقى هناك على الأرجح سنوات". ووصف كوشنير الوضع الأمني في كوسوفو بأنه "محفوف بالمخاطر، لأن مستقبل الاقليم يكتنفه الغموض". واعتبر ان من انجازات بعثة الأممالمتحدة "عودة نصف مليون طفل إلى المدارس وتأهيل 480 من أصل حوالى ألف مدرسة في الاقليم". وأوضح ان "حوالى 90 في المئة من العيادات الطبية والمستشفيات في كوسوفو تعمل حالياً، بعدما دمر الصرب حوالى 75 في المئة منها خلال حملة التطهير الاثني التي نفذوها ضد ألبان الاقليم". ومعلوم ان كوشنير يتولى رئاسة بعثة الأممالمتحدة التي تدير الاقليم مع القوة المتعددة الجنسيات بقيادة الحلف الأطلسي منذ انسحاب القوات الصربية في حزيران يونيو 1999. وشكلت البعثة بموجب القرار 1244 الذي اعتمده مجلس الأمن في 10 حزيران 1999، وأنهى النزاع في كوسوفو بعد حملة من الضربات الجوية شنها الحلف على يوغوسلافيا واستمرت 11 أسبوعاً. ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهذه الحوادث، استهدفت سلسلة من الهجمات صرب الاقليم وأدت إلى سقوط 16 منهم بين قتيل وجريح. وحضر وفد من صرب كوسوفو يضم 9 أشخاص برئاسة المطران ارتيميا مناقشات مجلس الأمن، ودعا ارتيميا إلى "توفير الأمن لصرب الاقليم وإعادة الذين ارغموا منهم على مغادرة ديارهم ومحاسبة الألبان الذين مارسوا العنف ضدهم". ووصف تقرير كوشنير إلى المجلس بأنه "لم يلتزم الحقيقة كما ينبغي، وتهرب من واقع فشل البعثة الدولية في القيام بمهماتها عندما حاول تحميل بلغراد مسؤولية المشاكل في كوسوفو". وفي موسكو، اتهم نيكولاي ريجكوف، رئيس لجنة مجلس النواب الروسي الدوما المكلفة بالتحقيق في حملة القصف التي شنها حلف الأطلسي على يوغوسلافيا، كوشنير ب"تنظيم انتهاك لقرار مجلس الأمن 1244 من خلال اتخاذه أكثر من 20 اجراء تتناقض مع مهمته". من جهتها، دانت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها "السعي بوضوح إلى عزل كوسوفو عن يوغوسلافيا، وهو ما يهدد بزعزعة الاستقرار في كامل منطقة البلقان بشكل قوي وعلى المدى البعيد".