بدأ وصول التعزيزات والإمدادات العسكرية من موسكو الى مطار بريشتينا امس بعدما سويت مسألة انتشار القوات الروسية في مناطق التجمعات الصربية في كوسوفو. ونددت حكومة بلغراد بالنداء الذي صدر عن اجتماع رعته الاممالمتحدة في بريشتينا الجمعة الماضي، وضم شخصيات ألبانية وصربية من سكان الاقليم ودعا الى "المصالحة ووقف العنف". واعتبر البيان الصربي الذي صدر في بلغراد امس ان الاممالمتحدة تجاوزت صلاحياتها، من خلال "التغاضي عن الارهاب الذي مارسه ما يسمى بجيش تحرير كوسوفو والجرائم التي اقترفتها قوات حلف شمال الاطلسي". ووصف البيان الحاضرين بأنهم "إما مجرمون، مثل هاشم ثاتشي أو لا يمثلون سوى أنفسهم كما هي حال مطران كوسوفو ارتيميا ورئيس حركة المقاومة الصربية مومتشيلو ترايكوفيتش". وفي الوقت نفسه وجهت وزيرة اللاجئين الصربية براتيسلافا مورينا رسالة الى المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاتا التي تزور كوسوفو شككت فيها "بنزاهة المسؤولين الدوليين الذين سمحوا بعودة ارتجالية للنازحين الألبان ما أدى الى حدوث معاناة للسكان الصرب والغجر وأهل الجبل الأسود". ودعت الوزيرة الصربية اوغاتا الى "التقيد بقرار مجلس الأمن رقم 1244 الذي يؤكد على ان كوسوفو وميتوخيا جزء من يوغوسلافيا، وهو ما تنبغي مراعاته في مجال التنسيق مع حكومة بلغراد في مهمات المفوضية في الاقليم". وأوصت مورينا في رسالتها الى المفوض السامي للاجئين "ان تلتزم بأقوالها التي اكدت دائماً على ان مهمتها هي انسانية". ومن جهة اخرى نقلت صحيفة "فاكتي" الألبانية الصادرة في مقدونيا عن هاشم ثاتشي انه "ينبغي ان تكون شرطة كوسوفو على غرار الحرس الوطني الاميركي وان يشكلها تنظيم جيش تحرير كوسوفو". ومعلوم ان ثاتشي تم تعيينه قبل شهرين رئيساً لحكومة كوسوفو الموقتة التي مقرها في العاصمة الالبانية تيرانا، بدعم من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، على رغم وجود حكومة البانية موقتة منذ سبع سنوات برئاسة بويار بوكوشي ومقرها المانيا، ومستمدة شرعيتها من تأييد رئيس "جمهورية" كوسوفو ابراهيم روغوفا وبرلمان البان الأقليم. على صعيد آخر وصلت امس الى كوسوفو عن طريق مطار بريشتينا أربع طائرات نقل عسكرية طراز ايليوشن 76 نقلت حوالى 300 جندي تابعين للكتيبة الروسية العاملة ضمن قوة حفظ السلام الدولية. وبدأت القوات الروسية امس في اقامة قاعدة لها للإمداد والتموين خارج بريشتينا، وأكد ناطق في هذه القوات بأنها "ستحتفظ بحصتها في الإشراف على الوضع الأمني على أرض مطار بريشتينا". ويأتي وصول القوات الروسية بعد الاتفاق الذي وقعه عسكريون في موسكو مع الحلف الاطلسي والذي يتضمن قيام الجنود الروس بالمشاركة مع القوات الألمانية والفرنسية والاميركية، وتقوم بمهماتها من خلال التنسيق مع قوات الحلف الاطلسي، الا انها ستحتفظ لنفسها بقيادة مستقلة. إلى ذلك، أعلن قائد الوحدات الالمانية في قوة حفظ السلام في كوسوفو الجنرال فريتز فون كورف امس ان الجنود الروس العاملين في اطار هذه القوة، سينتشرون في نهاية الأمر في منطقة اوراخوفاتس حيث لا يزال يعيش عدد كبير من الصرب "والتوتر بينهم وبين الألبان كبير". وأضاف انه كان يفترض ان يكتفي الروس مبدئياً، في ما يتعلق بانتشارهم في القطاع الألماني لشمال اوراخوفاتس حول مدينة ماليشيفو "وهي منطقة يقطنها البان فقط". وأوضح الجنرال فريتز ان الروس حصلوا في نهاية الأمر خلال المفاوضات حول الطرق الملموسة لنشرهم "على امكان ان ينتشروا في قطاع كامل". وأشار الى ان الجنود الهولنديين يتولون حالياً الفصل بين شطر مدينة اوراخوفاتس الذي يعيش فيه ألفا صربي وبين الحي الألباني في المدينة "حيث التوتر حاد بين المجموعتين". وأضاف انه "لا يعرف حالياً أين سيتم نشر الجنود الهولنديين المتمركزين الآن في اوراخوفاتس".