بدأت اثيوبيا امس بفرض شروط على أسمرا معتبرة انها انتصرت في الحرب، فاعترف رئيس وزرائها ملس زيناوي بأن القوات الاريترية انسحبت من كل الاراضي التابعة لبلاده، لكنه قال ان قوات اثيوبية ستبقى في مدينتين اريتريتين لضمان "الاراضي الاثيوبية المحررة". وطالب بتحديد القدرات العسكرية الاريترية لئلا تشكل تهديداً في المستقبل لأي من دول المنطقة. وأوضح انه يُفضل حكومة جديدة في اسمرا لحل النزاع نهائياً معها. وردت الرئاسة الاريترية ان كلام زيناوي "يكشف نيات اديس ابابا لإطاحة النظام الاريتري بالقوة العسكرية"، وشددت على ان حل الازمة يكون بانسحاب الجيش الاثيوبي الى حدود ما قبل السادس من ايار مايو 1998 لدى بدء الحرب. راجع ص 7 وكان زيناوي اجتمع امس مع ممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدة في اديس ابابا، وقال عدد من الديبلوماسيين الذين شاركوا في الاجتماع ل "الحياة" انه اكد "ان الحرب بالنسبة الى اثيوبيا انتهت في الوقت الحالي"، وان قواته جاهزة للانسحاب من كل الاراضي الاريترية التي سيطرت عليها منذ تجدد القتال في 12 من الشهر الماضي. لكنه شدد على ان جزءاً من هذه القوات سيبقى في مدينتي سنعفي وشمبكو المرتفعة "لضمان حماية الاراضي المحررة" في زال امبسا ومحيطها. وطالب بضمانات من المجتمع الدولي لتحديد قدرات اريتريا العسكرية لئلا تشكل اي خطر توسعي على جيرانها في المستقبل. وكان الزعيم الاثيوبي صرح في حديث نشرته مجلة "ابيوتاوي ديموكراسي" بأن "حل الازمة الحدودية ممكن في اقرب فرصة في حال وجود حكومة افضل من الحالية في اسمرا". واعتبر ان النزاع الحالي "سيترك جرحاً عميقاً في العلاقات بين شعبي البلدين، ومن الصعب علاجه في ظل وجود النظام الحالي في اريتريا". وفي اسمرا، اكد الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبري مسكل في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس، "ان القوات الاثيوبية ليست موجودة اساساً في مدينة سنعفي كي يقول زيناوي انه يريد ابقاءها هنا". واضاف ان على القوات الاثيوبية ان تنسحب الى خطوط ما قبل ايار 1998 تنفيذا لخطة منظمة الوحدة الافريقية. وعن الضمانات التي طلبها زيناوي لتحديد القدرات العسكرية الاريترية، قال الناطق: "ان الجيش الاثيوبي اجتاح اريتريا، فكيف يمكن إعطاء ضمانات لغزاة"؟ وانتقد بشدة تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي عن رغبته في تغيير حكومة اسمرا، واعتبرها "تكشف نيات عدوانية بعيدة كل البعد عن الرغبة في السلام". من جهة اخرى، اعلنت "جبهة تحرير اورومو" اقوى جبهات المعارضة الاثيوبية تفجير قطار في شرق اثيوبيا قالت انه يحمل إمدادات عسكرية من جيبوتي الى اديس ابابا. لكن مساعد وزير الخارجية الاثيوبي يماني كيداني نفى حصول عملية التفجير.