برزت أزمة ثقة كبيرة مفقودة بين طرفي النزاع الاريتري والاثيوبي ادت الى تعطيل موقت للوساطة الافريقية بينهما والتي يقودها السيد احمد اويحيى المبعوث الخاص للرئيس الجزائري رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية عبدالعزيز بوتفليقة. وقطع الاخير جولته العربية ووصل فجأة امس الى اديس ابابا آتياً من اليمن، في محاولة لوقف الحرب التي اشتدت على الجبهة الحدودية الوسطى منذ اول من امس. راجع ص7 واجتمع بوتفليقة لدى وصوله الى اديس ابابا مباشرة مع ملس زيناوي في جلسة استمرت اربع ساعات ولم يدل اي منهما بأي تفاصيل عن اللقاء، ثم عقد اجتماع آخر موسع ضم اليهما مسؤولين اثيوبيين وآخرين من المنظمة الافريقية. ويسعى بوتفليقة الى الحصول على تعهد بوقف النار من الاثيوبيين قبل استئناف عملية المفاوضات. وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي تعهد اول من امس حسم المعركة الاساسية التي اندلعت في منطقة زال امبسا المتنازع عليها وتسيطر عليها القوات الاريترية. واكدت الناطقة باسمه سولومي تاديسي في بيان امس ان القوات الاثيوبية "استولت على مواقع استراتيجية مهمة في زال امبسا". لكن مسؤولاً اريترياً رفيع المستوى في مكتب الرئيس الاريتري اساياس افورقي اكد من اسمرا في اتصال هاتفي مع "الحياة" امس، ان قوات بلاده صدت الهجوم الاثيوبي على الجبهة الوسطى واسقطت اربع مقاتلات اثيوبية من طراز "ميغ - 23". واضاف الامين حسن، مستشار افورقي: "ان الجبهة الوسطى تمتد على مسافة نحو مئة كيلومتر تضم محاور زال امبسا وصورونا وعليتينا، ودفعت اثيوبيا بعشرات الالاف من قواتها في شكل امواج بشرية، وهي مستعدة للتضحية بهم للسيطرة على زال امبسا، لكنها فشلت في ذلك وصدينا هجماتها، وستثبت الايام المقبلة عدم صحة كلام زيناوي عندما يتغير مجرى الحرب". وكان اويحيى عرض خلال جولاته المكوكية في اليومين الماضيين اقتراحات جديدة تنص على "إعلان كل من طرفي النزاع رسمياً سحب قواته من المناطق المتنازع عليها ... والتزام اريتريا سحب قواتها من المناطق التي تحتلها وتدعي اثيوبيا ملكيتها وإعادتها الى الادارة المدنية التي كانت فيها قبل ايار مايو 1998" لدى بدء النزاع. "وإعلان اثيوبيا رسمياً بأن لا مطامع لديها في الاراضي الاريترية التي احتلها" خلال الاسبوعين الماضيين. واكد اويحيى ل"الحياة" في اديس ابابا ان اثيوبيا وافقت على اقتراحاته، في حين لم يتمكن من لقاء افورقي في اسمرا للحصول على موافقته، مشيراً في الوقت نفسه الى صعوبة موافقة اي من الطرفين على وساطته، خصوصاً "في هذه المرحلة المتقدمة عسكرياً". لكن مدير مكتب الرئيس الاريتري يماني غبري مسكيل قال ل"الحياة" ان اويحيى اجتمع في اسمرا مع وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسأي الذي اكد له موافقة حكومة بلاده على الاقتراحات الافريقية.