تابعت القوات الاثيوبية امس توغلها في الاراضي الاريترية فوصلت الى مدينة سنعفي على مسافة نحو 75 كلم شمال اسمرا، واعلنت احتلال بلدتين اخريين في المنطقة هما تسورونا وفورتي. وتقدمت شرقاً في جبهة بوري - بادا القريبة من ميناء عصب على البحر الاحمر. واثار هذا التطور العسكري السريع تساؤلات مراقبين وديبلوماسيين لم يستبعدوا أن تكون اديس ابابا تستهدف من وراء ذلك الوصول الى العاصمة اسمرا او ربما التوجه من سنعفي الى بلدة دقمحري القريبة، ومنها الى ميناء مصوع على البحر الاحمر الذي يبعد عنها نحو مئة كيلومتر، خصوصاً ان قواتها في جبهة بوري الشرقية تقاتل على بعد نحو 70 كلم من ميناء عصب على البحر الاحمر ايضاً لضمان منفذ مائي كانت تستخدمه وخسرته بعدما استقلت اريتريا عنها رسمياً العام 1993. راجع ص 6 وجاء هذا التصعيد، المستمر منذ 16 يوماً، مع انهاء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية جولة مكوكية، استمرت ثلاثة ايام بين اسمرا واديس ابابا في محاولة للتوصل الى وقف النار بين البلدين. وعاد امس الى الجزائر من دون الحصول على موافقة صريحة في هذا الشأن من اثيوبيا التي اكدت انها ستواصل الحرب حتى تنفيذ الانسحاب الاريتري "من كل المناطق الاثيوبية التي مازالت تحتلها اريتريا بما في ذلك بوري وبادا". وقال المبعوث الخاص للرئيس الجزائري السيد احمد اويحيى ل "الحياة" امس ان بوتفليقة اكد لرئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي خلال اجتماعه معه امس حصوله على تعهد خطي من الرئيس الاريتري اساياس افورقي بسحب قواته من كل المناطق التي تدعي اثيوبيا أنها تابعة لها، مشيراً الى ان القوات الاريترية بدأت فعلاً الانسحاب من جبهة بوري - بادا، بعدما كانت انسحبت من زال امبسا اول من امس. واضاف اويحيى: "ان اثيوبيا تعهدت الانسحاب من الاراضي الاريترية التي احتلتها في الاسبوعين الماضيين لدى تنفيذ الانسحاب الاريتري من بوري مباشرة، والى ان يحصل ذلك فانها ستواصل القتال ... لكنها وافقت على اقتراح الرئيس بوتفليقة استئناف المفاوضات مع الاريتريين الاثنين المقبل في الجزائر". واعترفت اريتريا امس بسقوط مدينتي سنعفي وبلدتي تسورونا وفورتي، لكن مدير مكتب الرئيس الاريتري يماني غبري مسكيل أبلغ "الحياة" "ان تلك المواقع لم تسقط وانما انسحبنا منها الى مواقع دفاعية تقع خلفها".