واصل الجيش الاثيوبي أمس توغله داخل الأراضي الاريترية، معلناً سيطرته على مدينتي سنعفي وفورتي شمال زال امبسا، لكن اريتريا نفت وجود معارك في سنعفي، وذكرت أن قواتها انتشرت خلف المدينة. وحصل هذا التطور العسكري الأخير بعدما استطاع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية، الحصول على تعهد خطي من الرئيس الاريتري أساياس افورقي بسحب قواته من كل المناطق التي تدعي اثيوبيا أنها تابعة لها، بما في ذلك بادا وبوري في الجبهة الشرقية القريبة من عصب على البحر الأحمر. وكان الرئيس بوتفليقة قام بجولة مكوكية بين أسمرا واديس ابابا التي وصل إليها أمس، وعقد لدى وصوله اجتماعاً مطولاً مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي وأطلعه على التعهد الاريتري. وكانت رئاسة المنظمة الافريقية أصدرت بياناً قبل اللقاء أشارت فيه إلى نتائج محادثات بوتفليقة في أسمرا واديس ابابا يومي الأربعاء والخميس، وذكرت أن زيناوي وأفورقي تعهدا إعادة نشر قواتهم في المناطق الحدودية التي كانت فيها قبل السادس من أيار مايو 1998 لدى بدء النزاع بين بلديهما. وأكد البيان ان بوتفليقة "رحب بتعهد الرئيس أفورقي سحب قواته من بادا وبوري. وهذا التعهد جاء خطياً وقعه الرئيس أفورقي". وأشار بيان رئاسة المنظمة الافريقية ان بوتفليقة "دعا طرفي النزاع إلى استئناف مفاوضاتهما الاثنين المقبل في الجزائر. وقد وافقت اريتريا على ذلك". وأشار إلى أن الرئيس الجزائري "أشاد بقرار اريتريا سحب قواتها من منطقة زال امبسا بدءاً من أول من أمس". وفي ختام محادثات زيناوي وبوتفليقة أمس، أكد المبعوث الجزائري الخاص السيد أحمد أويحيى ان اثيوبيا وافقت على المشاركة في مفاوضات الجزائر الاثنين المقبل. إلى ذلك، وصل إلى أديس ابابا أمس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير خارجية السودان، الذي قال إن زيارته تهدف خصوصاً إلى تسليم رسالة خطية من الرئيس السوداني عمر البشير إلى زيناوي في محاولة لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع الاريتري والاثيوبي. وأضاف "ان الأمل كبير في حل النزاع الحدودي بين البلدين، خصوصاً بعد إعلان اريتريا رسمياً الانسحاب من المناطق المتنازع عليها، واعادتها إلى الإدارة التي كانت عليها قبل السادس من أيار 1989". الوضع العسكري وعلى الصعيد العسكري، ذكر بيان صدر من مكتب الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تلديسي أمس ان القوات الاثيوبية استولت على منطقة فورتي وسنعقي "بعدما أبادت القوات الاريترية التي حاولت الفرار من منطقة زال امبسا". وأوضح بيان آخر أصدرته مساء أول من أمس، ان القوات الاثيوبية دمرت خنادق اريترية في منطقة ايجا وألحقت خسائر فادحة في حدش عدي وأندبوتو، وأنها استولت على منطقة تسوورنا ويجريميكيل مساء أول من أمس. وفي أسمرا، أعلنت الحكومة الاريترية ان المعارك تواصلت أمس، على جبهة القتال الوسطى في منطقة عليتينا - ماربجنوب اريتريا، وانها أنهت سحب قواتها من مدينة زال امبسا. وذكر مسؤولون اريتريون ان قواتهم صدت هجوماً للقوات الاثيوبية في منطقة عليتينا التي تبعد 45 كلم شرق مدينة زال امبسا.. وشددوا على أن انسحاب قواتهم من زال امبسا تم بسلام و"لم يكن اجبارياً، وان الصحافيين الذين زاروا المدينة قبل الانسحاب يشهدون على ذلك". واعتبروا الانسحاب "تأكيداً لحسن نيات اريتريا في توجهها نحو حل الأزمة سلماً".