اعترفت اريتريا امس بان القوات الاثيوبية شنت هجوماً واسعاً على جبهة عليتينا ماراب التي تبعد مسافة 155 كيلومتراً من العاصمة اسمرا، واكدت ما اعلنته اديس ابابا امس عن اندلاع معارك ضارية على الجبهتين الوسطى في زال امبسا والشرقية في بوري القريبة من البحر الاحمر. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ان قواته "حققت تقدماً كبيراً" في زال امبسا "وستتمكن من استرداد كل الاراضي الاثيوبية التي احتلتها اريتريا في ايار مايو 1998 خلال الايام القليلة المقبلة". راجع ص 6 وذكر بيان رسمي أريتري أن قوات بلاده "صدت الهجوم وكبدت الاثيوبيين خسائر فادحة"، وقال مسؤول عسكري اريتري ان قواته اخرجت اكثر من 37 الف جندي اثيوبي من مسرح العمليات، من بينهم 12 الف قتيل منذ استئناف القتال في العاشر من الشهر الجاري. وتعتبر زال امبسا احد المواقع القليلة في المنطقة الوسطى التي ما زالت تحت سيطرة القوات الاريترية وتعتبرها اثيوبيا تابعة لها. وللوصول اليها تقدم الجيش الاثيوبي في الايام العشرة الماضية باتجاهين الى عمق الاراضي الاريترية في بارنتو وتوكومبيا جنوب غرب وام حجر وساوا جنوب في شكل كماشة، بعيداً من مناطق الحدود المتنازع عليها، ليلتف اول امس على زال امبسا. وفي الوقت نفسه صعد قصفه الجوي على بقية الجبهات، خصوصاً الجنوبية في بوري القريبة من ميناء عصب على البحر الاحمر. لكن مسؤولاً اريترياً في اسمرا قلل، في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس، من اهمية العمليات الاثيوبية الاخيرة. وقال: "من الطبيعي ان تُحدث الهجمات بامواج بشرية اثيوبية صدى ما، لكن ما تتكبده القوات المهاجمة في إطار هذه الموجات هائل لا يُقارن بحجم عملياتها التي تصدينا لها في الجبهتين الوسطى والجنوبية". وكان زيناوي عقد امس اجتماعاً مع الديبلوماسيين الاجانب المعتمدين في بلاده، وأبلغ ديبلوماسي شارك في الاجتماع "الحياة" ان زيناوي يعتقد بأن قواته تتجه إلى حسم الحرب خلال ايام لتعلن بعدها "انتصارها على اريتريا"، واكد في الوقت نفسه ان ليس لاثيوبيا اي مطامع توسعية وتسعى فقط الى استعادة المناطق التي تعود إليها.