} اتفق كل من اريتريا واثيوبيا، اللتين استأنفتا حربهما الحدودية منذ الجمعة الماضي، على رفض قرار مجلس الامن الذي صدر مساء اول من امس، فيما استمرت المعارك في جنوب شرقي اريتريا. واعلنت اسمرا امس ان قواتها انسحبت من مدينة بارنتو الاستراتيجية، فيما اكدت اديس ابابا استيلاءها على مدينة داس القريبة. وصفت الحكومة الاريترية قرار مجلس الامن فرض حظر على السلاح على اريتريا واثيوبيا بأنه "غير عادل"، فيما قال مساعد وزير الخارجية الاثيوبي يماني كيداني ان بلاده ترفض القرار "ولن تتراجع عن تصعيدها العسكري لاستعادة الاراضي الاثيوبية التي احتلتها اريتريا". وكان مجلس الامن تبنى مساء اول من امس بالاجماع مشروع القرار الذي عرضته الولاياتالمتحدة ويقضي بحظر بيع او توريد اسلحة او معدات حربية الى البلدين وكذلك اي مساعدة فنية عسكرية حتى توقع الدولتان معاهدة سلام لانهاء الحرب الدائرة بينهما. واستناداً الى القرار الذي نُشر امس في اديس ابابا، ينتهي حظر السلاح بعد 12 شهراً من صدور القرار، او قبل ذلك في حال حصول "تسوية سلمية محددة للصراع" ويمكن تجديد الحظر اذا لم يتحقق تقدم. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا ترغبان في فرض حظر شامل للاسلحة على البلدين لا يرفع الا بعد توقيع معاهدة سلام نهائي. لكنهما توصلتا الى حل وسط مع روسيا وفرنسا اللتين طالبتا بتحديد زمني للحظر. وبدأ سريان الحظر فوراً بعد التصويت على الرغم من ان فرضه سيكون امراً صعباً يتوقف اساسا على التزام الدول تنفيذه. لكن ديبلوماسيين قالوا ان الحظر سيجعل على الاقل مشتريات الاسلحة اكثر كلفة. يذكر ان روسيا رويترز كانت مورد سلاح رئيسياً لاثيوبيا، وقال ديبلوماسيون ان شحنات من الامدادات العسكرية والاسلحة كانت ترسل في الماضي الى المنطقة من الصين واسرائيل وايطاليا. لكن معظم الاسلحة منشأها اوروبا الشرقية حيث انخفضت الاسعار منذ نهاية الحرب الباردة. وتريد اريتريا ان يوقع الجانبان اتفاق هدنة قبل وضع تفاصيل معاهدة سلام، لكن اثيوبيا الاقوى عسكرياً تريد انجاز معاهدة السلام قبل وقف النار، وتعتبر ان اريتريا هي التي بدأت الحرب في ايار مايو 1998. واعلنت الحكومة الاثيوبية في بيان امس ان قواتها قضت على كل القوات الاريترية التي كانت تدافع عن مدينتي داس وبارنتو في جنوب غربي اريتريا. واضاف البيان ان القوات الاريترية حاولت إعادت تنظيم مواقعها من مختلف المناطق المجاورة للدفاع عن داس لكن مقاومتها انهارت امام ضربات القوات الاثيوبية التي استولت على المدينة، واكدت ان القوات الاريترية في بارنتو انهزمت إثر الضربات العسكرية الاثيوبية "وما تروجه اريتريا عن ان قواتها انسحبت من المدينة غير صحيح". وتعتبر بارنتو إحدى المدن الاريترية المهمة ويوجد فيها مستودع كبير للذخيرة يمون القوات الاريترية في كل الجبهات الشمالية. واشار البيان الى ان الطائرات الحربية الاثيوبية قصفت امس مواقع اريترية في كل من سجانتي وعدي قيح وسنعفي وعادت الى قواعدها سالمة. وفي اسمرا ناطق في وزارة الخارجية الاريترية قال امس: "ان الجيش الاثيوبي يواصل منذ الجمعة الماضي الاعتداء على الاراضي الاريترية في انتهاك واضح لمشروع الحل السلمي الذي عرضته منظمة الوحدة الافريقية وكذلك لميثاق الاممالمتحدة وكل الاعراف والقوانين الدولية". واضاف عن التطورات العسكرية الاخيرة في جنوب غربي اريتريا: "بما ان مواصلة التصدي تتطلب ان نختار ما يلائمنا من مواقع لانجاز هذه المهمة وهو اسلوب غير جديد على شعبنا وجيشنا، ومارسناه في كل الظروف والمراحل. إذ كنا نتخلى عن بعض المواقع بعد استنزاف شديد لطاقات العدو. واستناداً الى هذه التجربة التي اكدت فاعليتها، قررنا الانسحاب من مدينة بارنتو في هذه المرحلة من تطور عمليات المواجهة".