اعلنت الحكومة الاريترية ان القوات الاثيوبية احتلت مدينة تسناي في منطقة الحدود الغربية المتاخمة للسودان، ونفت حصول انسحابات اثيوبية من مدينة بارنتو. فيما اكدت اديس ابابا ان اريتريا ما زالت تسيطر على منطقة بادا المتنازع عليها شرق اريتريا. وجاء ذلك وسط تأكيدات اميركية صدرت اول من امس في بيان اشار الى ان القوات الاريترية انسحبت فعلاً من كل الاراضي التي كانت تحتلها منذ بدء النزاع قبل عامين. واعتبر البيان بدء الانسحابات التي اعلنتها اثيوبيا من بارنتو ومدن اخرى على الجبهة الوسطى أمراً مشجعاً. في غضون ذلك تواصلت امس المفاضات غير المباشرة بين طرفي النزاع في الجزائر، واعلن الجانب الاثيوبي انه يسعى الى إجراء تعديلات اساسية في الخطة الافريقية للسلام التي وضعتها منظمة الوحدة الافريقية. فيما دعا مجلس الامن طرفي النزاع الى وقف المعارك. ذكرت وزارة الخارجية الاريترية في بيان امس، "ان اثيوبيا تعاملت بازدواجية مع قرار الانسحاب من الاراضي الاريترية ... فسحبت قواتها من مناطق سنعفي وتسرونا وماي دما وغيرها من مناطق الجبهة الوسطى في الجنوب ... حيث كانت تتعرض لضغط عسكري مكثف خسرت فيه فرقتين خلال 12 ساعة الاحد الماضي". واكد البيان ان القوات الاثيوبية لم تنسحب من بارنتو "بل على النقيض من ذلك، احتلت مدينة تسناي غرب وعدداً من المدن على الطريق الذي يربط بارنتو بتسناي". واتهمت وزارة الخارجية الاريترية اثيوبيا باستخدام خبراء اجانب في الحرب، ملمحة الى روسيا واسرائيل. وكانت الوزارة احتجت رسمياً عبر السفير الاريتري في موسكو الذي سلم وزارة الخارجية الروسية رسالة الاسبوع الماضي على مشاركة خبراء وطيارين روس في المعارك الى جانب الجيش الاثيوبي. الى ذلك قال مسؤول اريتري ل"الحياة" امس، ان الحكومة الاثيوبية "وضعت مخططاً للقضاء على القوات الاريترية والتقدم نحو اسمرا لفرض نظام موال لها". واضاف "ان المخطط كان يهدف الى احتلال بارنتو ودخول اسمرا في الرابع والعشرين من ايار مايو الماضي في ذكرى استقلال اريتريا عن اثيوبيا". وعلى الصعيد العسكري، اكد ناطق في قوات الدفاع الاريترية ان معارك ضارية بدأت اول من امس على الجبهة الوسطى في عليتينا - مارب ومواقع اخرى قريبة. واضاف ان القتال استمر امس بضراوة ايضاً في منطقة القاش - بركة قرب الحدود مع السودان. لكن الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي اكدت ل "الحياة" امس في اديس ابابا، ان المعارك متوقفة على كل الجبهات منذ اربعة ايام "باستثناء مناوشات خفيفة تحصل من وقت الى آخر". وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان القوات الاريترية انسحبت بالفعل من كل المناطق التي كانت تحتلها منذ بدء النزاع في ايار مايو 1998. وطالبت اثيوبيا بوقف تقدم قواتها داخل الاراضي الاريترية. لكن تاديسي اعتبرت في تصريحها الى "الحياة" ان القوات الاثيوبية وحدها يمكن ان تتحقق من الانسحابات الاريترية. وقال "ان منطقة بادا ونواحيها قرب ميناء عصب على البحر الاحمر ما زالت تحت سيطرة القوات الاريترية". واوضحت ان القوات الاثيوبية انسحبت فعلاً من بارنتو الاريترية "لكن تحركها في اتجاه المناطق الحدودية الاثيوبية يستغرق يومين على الاقل". وقال الناطق الرسمي بالوكالة باسم الخارجية الاميركية فيل ريكر في بيان صدر اول من امس ان "الولاياتالمتحدة تدعو الحكومة الاثيوبية الى عدم شن اي هجمات جديدة بما في ذلك الغارات الجوية مثل تلك التي استهدفت مطار اسمرا ومحطة توليد الكهرباء قرب ميناء مصوع" في بلدة حرقيقو على البحر الاحمر.