تزامنت الاحتفالات الاثيوبية أمس بالذكرى التاسعة لاطاحة نظام منغيستو هايلي ماريام العام 1991 مع الاحتفالات باسترداد مدينة زال أمبسا، إحدى أهم مناطق النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا المستمر منذ عامين. وفيما يحتفل الاثيوبيون في عاصمتهم أديس أبابا، تتواصل المعارك قرب مدينة سنعفي في شمال اريتريا على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة أسمرا، وكذلك في الشرق على جبهة يوري القريبة من ميناء عصب المطل على البحر الأحمر. وتجمع مئات الآلاف من المواطنين الاثيوبيين في ساحة ميسكال الكبيرة في العاصمة التي كان يستعرض فيها منغيستو جيشه في كل سنة منذ اطاحته نظام الامبراطور هيلا سيلاسي العام 1974 وحتى سقوط نظامه الشيوعي في 1991 على يد "جبهة التغراي" بقيادة رئيس الوزراء الحالي ملسن زيناوي. وانشد المحتفلون أغاني وطنية تشيد بالقوات الاثيوبية وبانتصاراتها في حربها على الحدود مع اريتريا. وأحرقوا دمى تمثل الرئيس الاريتري اساياس أفورقي. بعض المتظاهرين من الشباب كانوا ينددون، في هتافاتهم، باريتريا ويطالبون من القوات الاثيوبية مواصلة تقدمها والدخول الى أسمرا وإعادة توحيد اريتريا مع اثيوبيا بعدما فقدت منفذها البحري الوحيد على البحر الأحمر عندما وافقت على استقلالها عن اثيوبيا العام 1993. ويعتقد مراقبون وديبلوماسيون في أديس أبابا ان فكرة إعادة ميناء عصب مرة أخرى الى الادارة الاثيوبية يدفع بتماسك المواطنين الاثيوبيين في مساندتهم المعنوية والمادية التي تتدفق يومياً في اطار دعم المجهود الحربي الاثيوبي. وفي أسمرا، أعلنت الحكومة الاريترية ان القوات الاثيوبية باشرت أمس هجوماً واسعاً داخل الأراضي الاريترية. وذكرت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أمس "ان القوات الاثيوبية واصلت غزوها الأراضي الاريترية بهجوم واسع بدأ صباح اليوم أمس في منطقتي سنعفي وتسرونا والواقعتين على مسافة 140 كلم جنوب العاصمة أسمرا". وأشار البيان "ان طائرة اثيوبية قصفت صباح أمس محطة لتوليد الطاقة في منطقة حرقيقو جنوب ميناء مصوع على بعد أقل من 20 كلم من الميناء. وأحدث القصف خسائر كبيرة في المحطة التي أوشك العمل فيها على الانتهاء". واعتبرت الهجوم على مناطق تسرونا وسنعفي بأنه "انتهاك فاضح لما اتفق عليه في الجزائر في تموز يوليو الماضي، وهو عدم تحريك أي طرف لقواته في مناطق اخلاء الطرف الآخر".