اتسعت دائرة المعارك بين اثيوبيا واريتريا اللتين استأنفتا الحرب الحدودية بينهما الجمعة الماضي، متخطية الحدود الى العمق الاريتري. وأعلنت اثيوبيا استيلاءها على مدينتي داس وبارنتو، واعترفت اريتريا رسمياً أمس بانسحابها من الأخيرة تبعد نحو 250 كلم غرب اسمرا، فيما بدا أن هذه الدولة، التي استقلت عن اثيوبيا في مثل هذا الشهر قبل تسع سنوات، تخوض "حرب تحرير جديدة" بعد ثلاثين سنة من الحروب المتواصلة. وشهدت أسمرا ومدن أخرى اريترية موجة نزوح لعشرات الآلاف من المواطنين الذين فروا من جنوب غربي البلاد. وطالبت أسمرا مجلس الأمن ب"التدخل لوقف الحرب وفرض عقوبات على اثيوبيا التي احتلت مناطق اريترية، وعقد جلسة طارئة لمناقشة هذه القضية". راجع ص5 ورفضت أسمرا وأديس ابابا امس مشروع القرار الذي عرضته الولاياتالمتحدة وتبناه المجلس ليل أول من امس، وقضى بحظر بيع أو تصدير أسلحة أو معدات حربية الى البلدين، وكذلك أي مساعدة فنية عسكرية إلى أن توقع الدولتان معاهدة سلام لإنهاء الحرب بينهما. وقال مساعد وزير الخارجية الاثيوبي يماني كيداني ان بلاده "ترفض القرار ولن تتراجع عن التصعيد العسكري لاستعادة الاراضي الاثيوبية التي احتلتها اريتريا"، في حين وصفت اريتريا قرار مجلس الأمن بأنه "غير عادل لأن اثيوبيا هي التي رفضت وقف النار وبادرت بالاعتداء على قوات الدفاع الاريترية". وأعلنت الحكومة الاثيوبية أن قواتها قضت على كل القوات الاريترية التي كانت تدافع عن مدينتي داس وبارنتو في جنوب غربي اريتريا واستولت على المدينتين. وقال مسؤول حكومي اريتري في اتصال هاتفي أجرته "الحياة" من لندن: "إن القوات الاريترية اختارت الانسحاب من بارنتو في اطار استراتيجية عسكرية طويلة المدى نعرف نتائجها، فإخلاء مدينة لا يعني حتماً ان اثيوبيا انتصرت في الحرب التي لم تبدأ فعلياً بعد، وستُظهر الأيام المقبلة تغييرات جذرية في النزاع، إذ ستبدأ مرحلة استنزاف ضد القوات المحتلة تبدأ بعدها عمليات الهجوم، وهو الأسلوب نفسه الذي اعتمدناه في حرب التحرير، التي انتهت بانتصارنا". واضاف: "انسحاب قواتنا من بارنتو لا يشكل أي خطورة على الجبهات الأخرى". وأشار إلى أن القوات الاريترية لا تزال في شمال بارنتو، كما ترابض "وحدات فدائية" على الطريق بين شامبكو وبارنتو.