تضاربت الأنباء بشأن محاكمة سفاح الطالبات السوداني في صنعاء. اذ أعلنت النيابة العامة ان المحاكمة تبدأ اليوم امام محكمة الأمور المستعجلة، لكن مصادر قريبة من فريق المحققين استبعدت بدء المحاكمة اليوم. وأشارت مصادر المحققين الى انهم انجزوا، حتى أول من أمس الخميس، نحو 80 في المئة من التحقيقات لكنهم لم يستكملوها، وبالتالي فإن الوقت المتاح لا يكفي لاستكمال ملف القضية لأن اشخاصاً آخرين يشتبه بوجود صلة لهم بالقضية قد يستدعون للتحقيق. واشارت المصادر الى ان لجنة المحققين عثرت على 15 جثة حتى الآن في حين اعترف السفاح بقتل وتشريح 16 ضحية، ثم قال ان الضحايا 21 امرأة ولا يزال البحث مستمراً للعثور على بقايا الجثث التي اشار اليها المتهم في اعترافاته، خصوصاً ان أقارب الضحايا يمارسون ضغوطاً على السلطات اليمنية بالإضافة الى ضغوط من جانب الطلاب لكشف الحقائق كاملة في القضية. ومعلوم ان السوداني محمد آدم اتهم بقتل واغتصاب عدد من النساء، بينهن طالبات في كلية الطب في جامعة صنعاء، وتشريحهن في مشرحة الكلية وبيع اعضاء من أجسادهن. وأدى انكشاف هذه الجرائم الى حظر أولياء الطالبات عليهن الذهاب الى الجامعة، خصوصاً الى كلية الطب. وفيما رفض طلاب وطالبات الجامعة ان تقتصر المحاكمة على محمد آدم وحده، طالبوا الرئيس علي عبدالله صالح بتقديم جميع المتورطين في قضية المشرحة الى المحاكمة. وكان رئيس الوزراء الدكتور عبدالكريم الارياني أصدر توجيهات بإيقاف عميد كلية الطب ونائبه عن العمل وتكليف عميد جديد ونائب له من اساتذة الكلية الذين لم ترد اسماؤهم في محاضر التحقيق. كما نصت توجيهات الارياني على ايقاف المسؤولين الأمنيين والاداريين في جامعة صنعاء الذين هم على صلة بالقضية. وأكد مصدر أمني ل"الحياة" ان الطاقم الأمني لكلية الطب أبدل بطاقم جديد في ضوء اجراءات شملت تغييراً كاملاً لكل عناصر الجهاز الأمني في جامعة صنعاء خلال الأيام المقبلة.