بدموع الأم الثكلى المليئة بمشاعر الحزن لفقد ابنتها الوحيدة زينب واجهت السيدة كريمة مطلق سفاح مشرحة كلية الطب محمد آدم أمام مدير مباحث محافظة صنعاء الذي كان يراقب الموقف عن كثب. "بأي ذنب قتلت زينب، لماذا فعلت فعلتك الشنعاء داخل المشرحة؟" سألت الأم قاتل ابنتها زينب 22 عاماً الطالبة في المرحلة الثانية في كلية الطب في جامعة صنعاء. لم يتمالك محمد آدم السوداني الجنسية 45 عاماً نفسه ولم يعد قادراً على قلب الحقائق كما فعل كثيراً. وأمام إصرار أم زينب اعترف أمام العقيد عبدالعزيز الكميم "قتلت زينب وشرّحتها وأخريات". وكان الاعتراف مدوياً ونزل كالصاعقة على قلب الأم كريمة مطلق العراقية الجنسية التي لم تيأس ولم تستسلم للحديث عن مجهول أفقدها ابنتها زينب منذ 13 كانون الأول ديسمبر 1990 لجأت خلالها الى الأمن ومسؤولي الجامعة وزملاء زينب وجيرانها وطوت اليمن في رحلة بحث عن ابنتها الوحيدة انتهت في 12 أيار مايو الجاري لتبدأ رحلة حزن تكسوها دموع الأم الثكلى. وبدأ محمد آدم في الادلاء باعترافاته وكشف الغموض عن حادث اختفاء طالبة يمنية اسمها حُسن قتلها وشرَّح جثتها قبل 13 شهراً ولم يكن ذنبها سوى أن اجتهادها وحبها للمعرفة والعلم ساقاها الى السفاح فمات والدها حزناً وكمداً بحثاً عن ابنته بعد 7 أشهر من اختفائها. وكان البحث يعيد الوالد مرة بعد الأخرى الى حرم كلية الطب باحساس الأب أن ابنته لم تخرج من موطن حلمها ومحيط كليتها وموقع موتها. وشاب رأسا اخويها الشابين من هول الفجيعة وغموض الاختفاء. وغير زينب، وحُسن كانت هناك 14 إمرأة قتلن في المشرحة، بيد سفاحها محمد آدم، ممن ساقهن القدر الى مشرحة الموت وسوق بيع الأعضاء البشرية. "السفاح" اعترف حسب مصادر قريبة من التحقيق بأنه بعث بهويات الآخريات اللاتي قتلهن وشرحهن الى السودان لكي يخفي أثار جرائمه واعترف بأنه قتل 11 إمرأة وطالبة في مشرحة كلية الطب في جامعة أم درمان السودانية ومثلهن سبع طالبات في كلية الطب بإحدى الجامعات النيجيرية، وربما تكشف الأيام عن أخريات خلال عمله كأستاذ في علم التشريح البشري منذ أن ترك مهنة الحدادة في العام 1988 ليمتهن تقطيع الأجساد بعد إزهاق الأرواح البريئة وبقر بطون الضحايا لبيع الأعضاء. شعور ضباط التحقيق في مباحث محافظة صنعاء بالصدق في اتهامات أم زينب هو الذي قاد الى الكشف عن هذه الجرائم إذ قرروا تنظيم المواجهة بين الأم كريمة والسفاح آدم التي أصبحت نقطة البداية وبداية الحسم لكشف الستار عن كل هذه الجرائم. ووقف السفاح جزعاً أمام أم لم يغادرها الشك بأن قاتل زينب واقف أمامها في لحظة لا تعوّض بعد أشهر طويلة من البحث والتقصي والمتاعب التي غيّرت ملامح وجهها.