طالب طلاب جامعة صنعاء بإقالة الحكومة اليمنية وسرعة الكشف عن بقية المتورطين في جريمة مقتل وتشريح 16 طالبة في كلية الطب بجامعة صنعاء، التي اعترف بارتكابها فني التشريح محمد آدم سوداني الجنسية بالإضافة الى 11 ضحية في جامعة أم درمان وسبع ضحايا في نيجيريا. وجاءت مطالب الطلاب في تظاهرة أمام الجامعة بعد أداء صلاة الغائب على أرواح ضحايا "سفاح المشرحة" وطالبوا بالكشف عن جميع المتورطين والمتواطئين في الجريمة. وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة من التحقيقات في هذه القضية أن اجهزة الأمن ألقت القبض على شخص سوداني يعمل مدرساً في جامعة الحديدة يدعى طلحت شفيق ونجله وائل الطالب بكلية الطب الذي كان زميلاً على صلة بالطالبة العراقية زينب سعود عزيز احدى الضحايا والذي عرّفها بالسفاح أثناء دروس التشريح في الكلية. وأشارت المصادر نفسها الى ان من المتوقع توقيف عدد من المسؤولين الأمنيين لتقاعسهم عن متابعة القضية، اذ أفرج عن السفاح آدم مرتين لعدم ثبوت الأدلة على صحة شكوى والدة الطالبة العراقية التي صممت على شكوكها حيال محمد آدم بأن له علاقة باختفاء ابنتها الطالبة زينب منذ 13 كانون الأول ديسمبر الماضي. ولم يتفق مع احساس الأم العراقية سوى العقيد عبدالعزيز الكميم مدير مباحث محافظة صنعاء الذي وصلته القضية مجردة الا من شكوك الأم العراقية واتهامها لمحمد آدم بأنه وراء اختفاء ابنتها، وكادت تنهار أمام الضابط الكميم وهي تبلغه بأن محمد آدم حزم عفشه وشحنه جواً الى الخرطوم استعداداً لمغادرة اليمن، غير ان الضابط قرر ان يحاول التحقيق مجدداً مع محمد آدم إما لإثبات شكوك الأم العراقية أو اقناعها ببراءته الى الأبد. واضافت المصادر أن محمد آدم اعترف بعد ممارسة ضغوط نفسيه عليه ومواجهته بأكثر من جريمة اختفاء لطالبات في الكلية، وبدأت خيوط التحقيق تقود المحققين الامنيين الى جرائم بشعة ارتكبها السفاح آدم بحق 16 طالبة وفتاة من جنسيات مختلفة منذ خمس سنوات. وكان يقوم بقتلهن خنقاً في النهار وتقطيع جثثهن في الليل وبيع اعضاء أجسادهن بعد تقطيعهن، الى عملاء له مستشفيات في الداخل والخارج ثم يقوم بتحليل الجثث بأدوية ومستحضرات طبية حتى لا تفوح روائحها. وأشارت التحقيقات مع آدم الى أنه طلب من عميد كلية الطب التصريح له بفرم عدد من الجثث في المشرحة لعدم الحاجة الى بقائها علمياً، وانه قتل بالطريقة نفسها عام 1990 "طالبة في جامعة أم درمان و7 طالبات في احدى الجامعات النيجيرية التي عمل فيها قبل عام 1990". وأثارت القضية شكوكاً لدى الاجهزة الأمنية اليمنية بأن عصابة منظمة تقف وراء آدم، غير ان التحقيقات تتم بسرية سعياً للإمساك بخيوط الجريمة. ووجه طلاب الجامعة في تظاهرتهم امس عقب صلاة الغائب على أرواح الضحايا رسالة الى الرئيس علي عبدالله صالح تطالب بإقالة الحكومة وتحميلها مسؤولية الحادث نتيجة تقصير اجهزة الأمن وادارة الجامعة في حماية أرواح الطالبات والتحقيق في شخصيات وخلفيات العاملين فيها، بالإضافة الى محاسبة المسؤولين والمقصرين أمنياً وإدارياً في جامعة صنعاء والضالعين في الجريمة الى جانب محمد آدم وعدم التحقيق الكامل معه اثناء القبض عليه اكثر من مرة ومحاسبة الجهات الأمنية التي منحته شهادة براءة من قضايا جنائية نسبت اليه خلال الأشهر الأخيرة بما فيها شكوى والدة الطالبة العراقية زينب سعود عزيز التي تعرضت لتهديد السفاح ومضايقات أمنية بسبب ملاحقتها لقاتل ابنتها.