أعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق أنه يشن "معارك منظمة ضد إنتاج النفط السوداني"، واصفاً المرحلة بأنها "بداية حقيقية لمعركة النفط". وتمكن زعيم المتمردين الجنوبيين الذي ظل بعيداً من مواقع إستخراج النفط الرئيسية في ولاية الوحدة في جنوب البلاد، من الاقتراب من المنطقة، بفضل إنشقاقات متوالية في الفصائل التي وقعت إتفاق سلام مع الحكومة السودانية في ظل خلافات مع الخرطوم. وجاءت الخطوة الجديدة بعد إعلان إنضمام القيادي الجنوبي بيتر غاديت الى قرنق بعد وقت قصير من إستقالة رئيس مجلس الجنوب الحليف السابق للخرطوم الدكتور رياك مشار. وشكك مراقبون ومحللون في قدرة قرنق على الاستمرار في معركة طويلة في المنطقة، ورأوا أن الخطوة قد تكون لصرف الانظار عن الاوضاع الصعبة التي تعيشها قوات المعارضة نتيجة الحرب الاثيوبية - الاريترية. وقال الناطق الرسمي بإسم "الجيش الشعبي" ياسر عرمان ل "الحياة" أمس إن قواته "تخوض معارك في مناطق النفط في بانتيو"، وإن آخر المواجهات وقعت قبل أيام مع الجيش السوداني. وأقر بأن قواته لم تكن تحظى بوجود مؤثر في المنطقة، وأن غاديت بات قائدا لقوات قرنق في غرب أعالي النيل. وأوضح في إجابة عن سؤال إن إستراتيجية حركته في التوجه نحو مناطق النفط إعتمدت على خطوات متتالية بدأت ب "عقد مؤتمر صلح بين قبيلتي الدينكا والنوير في المنطقة، وإعادة تنظيم القوات التي إنضمت الينا ومنها قوات غاديت، وخوض حرب منتظمة ضد الوجود الحكومي وإجهاد قواته لاقصى درجة". وتابع إن الاستراتيجية تقود الى "إغلاق آبار النفط نهائيا". وقال: "فرغنا من إعادة تنظيم قواتنا في المنطقة وشرعت هذه في معارك منتظمة. نرى أن آبار النفط ومناطق إستخراجه هدف عسكري مشروع. يجب وقف إنتاج النفط الآن والعودة اليه بعد وقف الحرب الاهلية وفي ظل سلام عادل ونظام ديموقراطي يتمتع بالشفافية حتى توجه موارد البترول لمصلحة الشعب وليس لمصلحة نظام الجبهة الاسلامية - جناح القصر". وكرر تحذير العاملين في مجال النفط من أن حركته تتعامل مع هذه المناطق أهدافاً عسكرية مشروعة. وسئل عرمان هل تهدف هذه الخطوة الى صرف الانظار عن الوضع السيئ لقوات المعارضة في الشرق نتيجة الحرب بين أثيوبيا وأريتريا، فأجاب: "قواتنا تتمتع بمعنويات عالية وتعلم بمخطط النظام لشن هجوم، وسنتصدى له بكفاءة عالية ستثبتها الايام المقبلة. وقدم حصيلة لمواجهات وقعت بين الجيش السوداني والمتمردين طوال فترة شهر، موضحا أن قوات حركته التي يقودها غاديت "كبدت القوات الحكومية أكثر من 612 قتيلاً". على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء السوداني السابق السيد الصادق المهدي أن "وعي الشعب السوداني والجيران ودعم الأسرة الدولية سيهزمان الأجندة الحربية والتدويلية والشمولية لتنتصر الأجندة الوطنية التي تتمثل في برنامج للحل السياسي الشامل للأزمة السودانية". نص الحوار مع المهدي في الصفحة3