} وقعت اشتباكات بين ميليشيات متحالفة مع الحكومة السودانية والجيش السوداني في مناطق قريبة من مراكز استخراج النفط. ونفى "الجيش الشعبي لتحرير السودان" ان يكون طرفاً في القتال في منطقة اللير الجنوبية لكنه عرض التعاون مع هذه الميليشيات. وشهدت حدود السودان الشرقية تصعيداً بين قوات المعارضة والجيش الحكومي، إلا أن مصادر مطلعة في الخرطوم وفي الخارج قللت من تأثيرها على جهود المصالحة معتبرة أنه تم التخطيط لهذه المواجهات قبل لقاء جنيف حتى تتزامن مع مفاوضات السلام المقررة الاثنين المقبل في نيروبي. اعترف رئيس مجلس جنوب السودان قائد الفصائل الجنوبية الموالية للحكومة الدكتور رياك مشار بوقوع اشتباكات بين قوات موالية لحركته والجيش السوداني قرب حقول نفطية في جنوب السودان. وقال حاكم ولاية الوحدة تعبان غاي في الخرطوم أمس ان قوات تابعة ل"قوات الدفاع عن جنوب السودان" اشتبكت مع الجيش في منطقتي كباه واللير في ولاية الوحدة. وبدا أن الخلاف متعلق بإدارة مناطق النفط التي يطالب مشار بالاشراف المباشر عليها. لكن الحكومة تعتبر النفط من الأصول الاستراتيجية للدولة وتضع حمايتها المباشرة عليها. ولم يوضح مشار كيف اندلع القتال لكنه القى باللوم في جانب منه على فشل الحكومة في تشكيل لجان عسكرية مع القوة لنزع فتيل التوتر. وقال ان الاشتباكات في ولاية الوحدة "تحتاج الى حل سياسي"، مضيفاً انه اجتمع مع الرئيس عمرالبشير لمناقشة الأمر. وأكد الناطق باسم الجيش الفريق محمد عثمان ياسين أمس "هدوء الأحوال في مناطق العمليات العسكرية في جنوب البلاد وشرقها باستثناء هجومي الثلثاء في ولاية الوحدة في جنوب البلاد وعلى منطقة رساي شمال شرقي مدينة كسلا" المتاخمة لاريتريا. وقال ياسين ان "مناطق انتاج النفط مؤمنة تماماً"، وان متمردين من "الجيش الشعبي" حاولوا التسلل الى منطقة اللير وخط تصدير النفط قرب كبيلا "لكن تم دحرهم ومطاردتهم الى خارج المنطقة". وزاد ان "وصول المتمردين الى المنطقتين هو أقصى ما استطاعوه في تنفيذ وعد لجهات خارجية بضرب انتاج النفط وتأخير موعد تصديره في حزيران يونيو المقبل". ونفى "الجيش الشعبي" بقيادة جون قرنق مشاركته في أي معارك في الجنوب. وقال الناطق باسم الحركة في أسمرا ياسر سعيد عرمان في بيان تلقته "الحياة" في لندن أمس ان "ما حدث هو مواجهة بين الجيش وقوات متمردة تابعة لمشار". وأضاف انه "لا توجد قوات تابعة للجيش الشعبي في اللير وبانتيو" عاصمة ولاية الوحدة. وأضاف ان أكثر من ألف من أفراد الميليشيات الجنوبية الموالية للحكومة انضموا الى الحركة أخيراً "لكن هذه القوات لم تبدأ عملياتها بعد".وتابع ان "الجيش الشعبي على استعداد لدعم انتفاضة بانتيو واللير ويجري حوار في هذا الصدد". على صعيد آخر، استمر التصعيد في المناطق المتاخمة لاريتريا أمس، وأفاد بيانان أصدرهما الناطق الرسمي باسم قوات المعارضة الفريق عبدالرحمن سعيد ان الجيش السوداني "هاجم موقعاً لقوات جيش الأمة التابع لحزب الأمة شمال شرقي معسكر مديسيسة القريب من كسلا". وأضاف: "استطاعت قواتنا صد الهجوم وكبدت العدو 12 قتيلاً و9 أسرى". وقال ان 4 من مقاتلي المعارضة قتلوا وأن 5 آخرين أصيبوا. وأوضح ان جيش الأمة "طارد قوات العدو ودارت معركة أدت الى احتلال قواتنا مديسيسة". وأفاد سعيد في بيان آخر ان قوات المعارضة "تمكنت من إفشال محاولة جديدة للجيش لاستعادة حامية رساي القريبة من طريق بورتسودان - الخرطوم. وبلغ عدد الضحايا من قوات النظام 64 قتيلاً و83 أسيراً".