هدد مقتل قيادي جنوبي بارز ينتمي الى قبائل الدينكا كبرى قبائل جنوب السودان على يد مجموعة تنتمي الى قبيلة النوبر المنافسة بتفجر صراع قبلي جديد في المنطقة. وأكد قادمون الى الخرطوم من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان مصرع القائد الجنوبي المنشق كاربينو كوانين على يدي مجموعة خارجة عن سيطرة كل الفصائل العسكرية الجنوبية المعروفة. وأفادت المعلومات ان كوانين مؤسس حركة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في 1983 قتل الجمعة الماضي على يدي مجموعة يقودها الكوماندور بيتر غاديت الذي ينتمي الى قبيلة النوير، وهو انشق أخيراً عن الزعيم الجنوبي فاولينو ماتيب المتعاون مع الحكومة. يذكر أن ماتيب الرجل القوي في ولاية الوحدة صهر كوانين ووفر له الحماية منذ شباط فبراير الماضي. وقتل في الهجوم أيضاً خمسة من كبار قواد حركة كاربينو، منهم شارلس منجاكويك، وجميعهم من قبيلة الدينكا، مما يشير الى احتمال تفجر صراع قبلي جديد في المنطقة التي ظلت تعاني صراعات عنيفة خلال العامين الماضيين بين مجموعات كلها من قبيلة النوير التي ينتمي اليها قائدا الجناحين المتصارعين الدكتور رياك مشار والقائد فاولينو ماتيب. ورفض الناطق باسم القوات المسلحةالسودانية الفريق محمد عثمان ياسين التعليق على هذه الأنباء وقال ل"الحياة": "لم تصلنا حتى الآن معلومات نهائية من قيادتنا العسكرية في جنوب السودان". وقضى كوانين نحو خمسة أعوام نائباً لزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، قبل أن يسجنه الأخير لسنوات. ونجح كوانين في الفرار من سجنه في 1991 وتوجه الى أوغندا وشكل فصيلاً جديداً ظل موجوداً في الساحة السودانية حتى توقيع اتفاق السلام مع الحكومة في نيسان ابريل 1997. لكن كوانين لم يبق طويلاً في الخرطوم وشن هجوماً على مدينة واو، المدينة الثانية في الجنوب في شباط فبراير 1998 بالتنسيق مع قرنق. ويعتبر هذا الهجوم أخطر عمل عسكري يقوم به قرنق خلال حكم الرئيس عمر البشير. لكن المودة الجديدة بين قرنق وكاربينو لم تدم طويلاً إذ تبادلا اتهامات بمحاولة اغتيال بعضهما في نيروبي وقتل أشخاص في مواجهات العاصمة الكينية، ولجأ كاربينو الى سفارة زيمبابوي حتى سمح له بمغادرة نيروبي. وبقي كاربينو في الجنوب منذ بداية العام الجاري من دون أن يعرف موقفه النهائي، وحظي بحماية ماتيب. وكان ماكوياك تيني يوك الناطق باسم "جبهة الانقاذ الديموقراطية الموحدة" التي يقودها مشار أكد مساء الأحد ان كوانين قتل بالرصاص بينما كان في طريقه من مانكيين الى مايوم للقاء ماتيب تلبية لطلب من الأخير. واتهم الناطق ماتيب بأنه أمر اتباعه بقتل كوانين بحيث يبدو الاغتيال وكأنه من تنفيذ بيتر غاديت قائد قوات ماتيب الذي انشق عنه في الاسبوع الماضي. واتهم ماتيب أيضاً بالوقوف وراء اغتيال زعماء قبائل ومسؤولين حكوميين منهم ثلاثة وزراء محليين.