اختتم أمس مؤتمر مصالحة قبلي في جنوب السودان حاز على تأييد ضمني من الحكومة ومتمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وبدا ان الخرطوم وقرنق يعلقان آمالاً في تحقيق مكاسب لمصلحة موقفيهما المتناقضين. ويعتبر الهدف المعلن للمؤتمر الذي دعا اليه سلاطين قبائل جنوبية وتولت تمويله كنائس ومنظمات انسانية وقف الاقتتال القبلي بين الجنوبيين الذي تسبب في وقوع ضحايا اكثر من ضحايا القتال المباشر بين الجيش والمتمردين. واستطلعت "الحياة" آراء قريبين من قرنق والحكومة في ظل رفض الجانبين اصدار مواقف صريحة من اللقاء على رغم مشاركة مسؤولين من الجانبين فيه. وأكد هؤلاء ان الطرفين يرحبان بالمؤتمر لكن ما يرغبان في تحقيقه من خلال اللقاء مختلف تماماً. وناقش المؤتمر الذي يشارك فيه سلاطين من قبيلتي الدينكا والنوير، وهما اكبر قبائل الجنوب، ومثقفون وسياسيون جنوبيون سبل وقف الاعتداءات المتبادلة المستمرة خصوصاً في مناطق الاحتكاك في اقليم بحر الغزال. وكثيراً ما يستخدم الصراع القبلي في المعركة السياسية للسيطرة على الجنوب اذ ان غالبية الدينكا تؤيد قرنق في حين يأتي معظم تأييد رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار الذي وقع اتفاق سلام مع الحكومة من قبيلة النوير. وشاركت في المؤتمر شخصيات بارزة من مجموعتي قرنق ومشار. وأكدت المصادر ان نائب قرنق الكوماندور سيلفا كير حضر اللقاء، في حين اعلن في الخرطوم ان الرجل الثاني في مجموعة مشار نائب رئيس الوزراء السابق صمويل ارو توجه الى منطقة مكواج حيث تعقد الاجتماعات. وبدأت الاتصالات في شأن عقد اللقاء قبل شهر ونصف الشهر وعقد لقاء أولي في منطقة لوكيشوكو الكينية. ويجرى اللقاء الحالي في منطقة مكواج التي تخضع لقرنق. ويأمل قرنق في ان يتوصل اللقاء الى معاهدة عدم اعتداء بين الدينكا والنوير توقف المواجهات الجنوبية التي تعرقل خوض قرنق مواجهة مباشرة مع الجيش السوداني. ويرغب قرنق ايضاً في التخلص من الاضرار المعنوية على قواته من القتال الجنوبي - الجنوبي، والسياسية بين الجهات التي تدعمه خصوصاً في الغرب، وإعادة تأكيد ان المعركة هي بين الجنوب والشمال. أما الخرطوم فترى أن أي اتفاق بين الجنوبيين سيشكل عامل ضغط على قرنق للتخلي عن حلفائه الشماليين خصوصاً ان الحكومة تعرض حق تقرير المصير للجنوب مثلما يفعل "التجمع الوطني الديموقراطي". وتراهن الحكومة على تأثير الثقل القبلي للسلاطين الذين أبقى كثيرون منهم على علاقة تعاون مع الحكومة المركزية. وتذهب معلومات الخرطوم الى ان اي نتائج ايجابية يحققها اللقاء ستنعكس ايجاباً على محادثات السلام المقررة في نيسان ابريل المقبل، خصوصاً في مجال وقف شامل للنار. وفي الخرطوم علم ان اليوم الأخير من المفاوضات خصص لحسم موضوع اعلان وقف شامل للنار في كل الجنوب