نفى القطب البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر السيد سيف الإسلام حسن البنا أن تكون الجماعة حركت التظاهرات التي خرجت من جامعة الأزهر الاثنين، والتي اعقبها صدام بين الطلاب والشرطة أسفر عن جرحى من الطرفين. ووصف ردود الفعل على نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر في مصر بأنها "عفوية وتلقائية من مواطنين رأوا دينهم يُهان ونبيهم يسخر منه وربهم يسب". وأبدى البنا اسفه ل"الفعلة التي أقدمت عليها وزارة الثقافة"، التي تصدر عنها سلسلة "آفاق الكتابة" التي أعادت طبع الرواية في مصر. وشن هجوماً عنيفاً على الوزير فاروق حسني، وقال: "ألا يكفي مصر ما تعانيه من مشاكل وما تتحمله الحكومة من مسؤوليات جسام حتى تأتي الوزارة والوزير ليضيفا مزيداً من المشاكل ويورطا الحكومة في تحمل مسؤولية تصرفاته؟". وسخر البنا - وهو إبن مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" حسن البنا - من النتيجة التي انتهى إليها تقرير أعدته لجنة علمية فحصت الرواية ولم تر فيها ما يسيء إلى الإسلام. ولفت إلى أن اللجنة "شُكلت بقرار من الوزير". ورأى أن أعضاءها "غير مختصين ببحث ما نشر حول الرواية من تضمنها عبارات مسيئة للدين والقرآن". واعتبر أن الوزير عهد بالقضية "إلى غير المختصين". واضاف: "هناك 60 عالماً من الازهر رأوا أن ما نشر في الرواية يدخل في نطاق المحظور وكل رجال الدين الإسلامي والعلماء المختصين ايقنوا ما في الرواية من تطاول على الذات الإلهية والرسل والأنبياء والشريعة السماوية، في الوقت نفسه تقديس للعهر والانحلال الخلقي". وأعاد البنا سرد عبارات وردت في الرواية سبق أن نشرتها صحيفة "الشعب" لسان حال حزب العمل المعارض إسلامي التوجه، عندما فجرت القضية، مؤكداً انها تمثل "جريمة" في حق المسلمين. وأضاف: "التوصيف الصحيح لما حوته الرواية هو أنها جريمة ضد الدستور والقوانين التي تحظر إزدراء الأديان وإحداث الفتنة الطائفية بين ابناء الأمة"، لافتاً إلى أن "غالبية الدساتير في دول العالم تحرّم الهجوم على الأديان والمعتقدات الدينية". ووصف الطريقة التي عالج بها الوزير حسني الازمة بأنها "خطأ سياسي فادح". وتابع "كان المفروض حين كُشف الخطأ أن تحترم الوزارة مشاعر الناس وأن يسارع الوزير فوراً بالرد على ما نشر حول الرواية وأن يحيلها على لجنة شرعية لإبداء الرأي فيها، ولو كان فعل لأطفأ نار الفتنة في مهدها". وأعرب عن اسفه لكون حسني "سار على نمط غيره من الوزراء ولم يعر ما كتب أي اهتمام. فاستفحل الأمر حتى وصل الى ما وصل إليه من أحداث". ورفض البنا الربط بين توقيت الأزمة والانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واستغرب الحديث عن "استغلال" التيار الاسلامي القضية لتحقيق مكاسب سياسية قبل الانتخابات.