تنوي شركة سودانية متخصصة في الشحن الجوي الشروع، مطلع السنة المقبلة، في تسيير رحلات منتظمة لنقل الركاب داخل السودان وخارجه، في خطوة تكرس ظهور ناقلة جوية خاصة منافسة ل"الخطوط الجوية السودانية" التابعة للقطاع العام. وقال المدير العام لشركة "ترانز اريان للنقل الجوي" فاتح عابدين ل"الحياة" إن شركته تملك برنامجاً واسعاً لشراء طائرات جديدة بقيمة تناهز 110 ملايين دولار ستستخدم لتوسيع مجال عملياتها والشروع في نقل المسافرين في رحلات منتظمة. ويملك الشركة المستثمر السوداني صلاح أحمد ادريس، صاحب مصنع الشفاء الذي استهدفته الطائرات الأميركية قرب الخرطوم. وكان اشتراها عام 1995 بعدما كانت آيلة إلى التصفية الاختيارية وتستعد لبيع طائرتي "بوينغ 707" اللتين كانت تقوم بتشغيلهما. وذكر عابدين ان الشركة، التي يضم اسطولها ثلاث طائرات "707" حالياً، حققت معدل نمو يبلغ 12 في المئة سنوياً ونجحت في بلوغ التساوي في الانفاق والعائدات، بعد الخسائر التي كانت تُمنى بها. وقال إنه تم تجديد الطائرتين الأوليين وتزويدهما بأجهزة مكافحة الضوضاء، وان هناك نية لدفع عدد طائرات الناقلة المتخصصة في الشحن الجوي الدولي والتي تُسيّر طائراتها إلى الخليج وأوروبا وافريقيا السوداء. وأشار في هذا الصدد إلى "مفاوضات تجري لشراء طائرتي "دي. سي 62-8" و"دي. سي 40-10" ثمنهما 40 مليون دولار". وقال إن "مالك الشركة سيتولى تغطية كلفة التمويل ضمن عقد بيع استئجاري، على أن تلتحق الطائرة الأولى بالخدمة الفعلية في حزيران يونيو المقبل، والثانية نهاية السنة الجارية". وتتخصص الشركة، التي تأسست عام 1981، والتي تتخذ من الخرطوم مقراً لها، في نقل الزهور وأسماك النيل، التي يتم اصطيادها في بحيرة فيكتوريا إلى أوروبا. كما تتولى في بعض المواسم نقل ثمار الشمام البطيخ الأصفر والخضار من السودان إلى أوروبا والخليج. وأفاد ان لدى الشركة برنامجاً "للشروع، مطلع السنة المقبلة، في نقل الركاب على أن تُسير طائرات من طراز "اي. تي. آر 42" للرحلات المنتظمة التي تربط بين المطارات الداخلية". وقال جاك لوك استابيلي، مسؤول المبيعات في شركة "اي. تي. آر" ل"الحياة" إن طائرات شركته تستخدم حالياً في كل من مصر وإسرائيل وعُمان داخل منطقة الشرق الأوسط. وذكر ان سعر الطائرة الجديدة من طراز "42" يدور في محيط 14 مليون دولار، وان سعتها تبلغ 50 راكباً. وتنشط في السودان شركات صغيرة عدة، للنقل الجوي الداخلي، إلا أنها المرة الأولى التي يجري فيها طرح فكرة بناء شبكة خطوط منتظمة واسعة النطاق للرحلات الداخيلة والدولية. وقال عابدين: "سنسير رحلاتنا إلى نحو 30 مطاراً داخل السودان منها بورسودان ودنقلة وجوبا وفاشر ومنيالا والأبيض. أما على الصعيد الاقليمي فسنسير رحلاتنا إلى اللاذقية وأسوان والدوحة والشارقة وبيروت. وسنفتح خطوطاً جديدة بين الخرطوم وكيب تاون في جنوب افريقيا. وسنسير رحلاتنا أيضاً إلى المحطات الأوروبية التي لا تخدمها شركة الخطوط الجوية السودانية لتجنب حدوث منافسة لا نرغبها ونحرص على تفاديها". وأشار إلى أن "هيئة الطيران المدني السوداني أعطت موافقتها على الرحلات الداخلية، وان الطلبات الأخرى ستقدم لهيئات الطيران العربية والدولية بعد الانتهاء من إعداد ملفاتها". وذكر ان الموطفين الذين ارتفع عددهم من 180 عام 1995 إلى 240 موظفاً حالياً، سيشهدون زيادة تقدر بنحو 50 موظفاً في مجال الصيانة والملاحة وخدمات المضيفين، مشيراً إلى أنه "لا حاجة إلى زيادة موظفي الخدمات الأرضية والعلاقات العامة والشؤون الادارية والمالية". وتحدث عن بدء توظيف عمال وموظفين جدد يخضعون للتدريب حالياً. وقال إن الشركة ستركز في المرحلة المقبلة على تلبية طلبات أكبر مسلخ للحوم في افريقيا والشرق الأوسط يملكه السيد صلاح ادريس وتديره شركة "غناوة لتجارة اللحوم" من بقر وضأن. وذكر ان طائرات "بوينغ 707" و"دي. سي 8"، ستعمل على الرحلات الداخلية والاقليمية، في حين ان طائرة "دي. سي 10" التي تستطيع نقل 70 طناً دفعة واحدة، ستعمل على الرحلات بين السودان وكل من لبنان والأردن ومصر والجزائر ودول الخليج.