نعت الخطوط الجوية السعودية «الناقل الوطني» مديرها الأسبق كامل سندي، الذي توفي أول من أمس (الإثنين)، والذي وصفته بقائد العصر الذهبي لها. سندي، الذي غيبه الموت، من مواليد الثالث من كانون الثاني (يناير) 1932، شغل منصب المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية في الفترة من 1968 حتى 1979، كما تقلد منصب مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني بمرتبة وزير في الفترة من 1979 حتى 1983. واستطاعت «السعودية» أن تحقق أثناء إدارته المركز ال17 من بين 130 شركة طيران في العالم، من حيث مستوى الخدمة والتوقيت والصيانة. انضم سندي إلى قسم الطيران المدني في مطار جدة، عندما كان في ال17 من عمره، وعمل فيه حتى أصبح مساعداً للواء إبراهيم الطاسان، الذي كان مسؤولاً عن سلاح الجو والطيران المدني والخطوط الجوية في ذلك الوقت. واختير في وقت لاحق ليكون المدير العام للخطوط الجوية السعودية عام 1967، إذ نمت خلال عمله من شركة صغيرة تملك عدداً قليلاً من طائرات «دي سي-3» إلى شركة طيران مع أسطول كبير يشمل طائرات «بوينغ» و«لوكهيد»، ومن شركة طيران تطير إلى وجهات محدودة إلى شركة طيران بشبكة كبيرة من الوجهات في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا. واستثمر كثيراً في إنشاء مؤسسات لتدريب الموظفين، وفي وقت لاحق تعاون مع خطوط عبر العالم الجوية لتقديم المساعدة في التدريب. وفي ال25 من كانون الأول (ديسمبر) 1979 أصبح مساعداً لوزير الدفاع والطيران للطيران المدني، بينما تقاعد في عام 1983 بسبب مشكلات صحية. وشهدت الخطوط الجوية السعودية عند قيادته لها توسعاً في عدد رحلاتها وعدد المسافرين، الذين تم نقلهم على متن طائراتها، ففي عام 1967 انضمت «السعودية» إلى عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، وفي العام نفسه انضمت ثلاث طائرات نفاثة إلى أسطولها، لدعم شبكة الرحلات الدولية، التي شملت طرابلس وتونس والرباط في شمال أفريقيا، وفرانكفورت وجنيف ولندن في أوروبا. وعمل سندي في العام الذي يليه، وتحديداً عام 1968 على انضمام طائرتين أخريين من طراز «بوينغ 707» بعيدة المدى إلى أسطول طائرات السعودية، وليبدأ معها بتسيير رحلتين مباشرتين كل أسبوع بين جدة ولندن. وفي عام 1969 انضمت الجزائر إلى شبكة الرحلات الدولية، لتستكمل «السعودية» خدماتها بأطقم سعودية. وعرفت فترة السبيعنات ب«العصر الذهبي» للخطوط الجوية السعودية بقيادة سندي، الذي أسهم في تطويرها في الجوانب كافة، ففي عام 1970 ارتفع عدد رحلات «السعودية» إلى كل من صنعاء والحديدة في اليمن إلى رحلتين أسبوعياً، كما تم تسيير رحلة جديدة في قطاع (جدة - الظهران - دبي - كراتشي - بومباي). وعلى صعيد الرحلات الداخلية ارتفع عدد الرحلات بين الظهران والرياض وجدة إلى ثلاث رحلات يومياً، إضافة إلى رحلتين كل أسبوع على خط جدة - أبها، والرياض - أبها.