طهران - "الحياة"، اف ب، رويترز - قال مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي، امس، ان الاميركيين "يحلمون" اذا كانوا يعتقدون ان في وسعهم فتح سفارة في طهران. واعتبر في كلمة امام عشرات الاف الشبان ان "القادة السياسيين الاميركيين يتفوهون بعبارات ودية لكن قادتهم العسكريين يهددونا. انهم يريدون الهيمنة علينا". واضاف "ان اجهزة استخباراتهم ناشطة، وللأسف فإن بعضهم جاء الى ايران لاقامة اتصالات. اننا على علم بكل شيء. احدهم قال ان كل شيء انتهى في ايران وعلينا تعيين سفير. وكان الرد عليه: انه حلم جميل". واخذ على بعض الايرانيين كونهم "مخدوعين" بالمواقف الاميركية. وتعكس مواقف خامنئي توتر الجو السياسي في ايران على خلفية الانفتاح على الولاياتالمتحدة التي كثفت في الآونة الاخيرة اشارتها "الايجابية" باتجاه طهران. ومثلما كانت اميركا احد محاور الخطاب السياسي خلال الحملة الانتخابية الاخيرة، فإنها تحولت في هذه الايام الى محور الصراع بين التقليديين المتشددين والاصلاحيين المنضوين عموماً في تيار الرئيس محمد خاتمي. وحفلت الصحف اخيراً بكلام عن "اشاعات" عن تدبير انقلاب عسكري ضد خاتمي على رغم اشادة المرشد خامنئي به ك "رجل دين على مستوى كبير من المسؤولية". واعتبرت "طهران تايمز" القريبة من المتشددين ان هدف انتشار اشاعات الانقلاب العسكري هو "تعكير النظام والامن واثارة البلبلة" في البلاد. ودان خامنئي، في خطاب القاه امام عشرات الاف الشبان صباح امس في طهران، الصحافة الاصلاحية التي تحولت، في رأيه، "قواعد للعدو داخل البلاد" وندد بالولاياتالمتحدة "التي تحاول عبر وسائل اعلامها ان تسيطر على ايران". وطالب الحكومة مجدداً باتخاذ اجراءات ضد نشاطات هذه الصحف، وذلك بعد يومين من اقرار مجلس الشورى الخاضع لسيطرة المتشددين والمنتهية ولايته قانوناً يشدد العقوبات على الصحافة. واضاف خامنئي ان ما تقوم به هذه الصحافة "يمثل بالنسبة الينا خطراً كبيراً وفي حال لم يضع المسؤولون حداً لذلك فإن العدو سيحرز تقدماً ... لست ضد الصحافة بل اكون مسروراً في حال توافرت مئتا صحيفة عوضاً عن عشرين، لست معادياً لتزايد عدد الصحف، غير ان عليها ان تكتب لتنوير الناس بما يحقق مصلحة البلاد وان تحترم مصلحة الناس، طبقاً للدستور ... اعارض الصحف التي تريد بلبلة الرأي العام واثارة نزاعات ونشر التشاؤم حيال الجمهورية الاسلامية" مشيرا بوضوح الى الصحف الاصلاحية من دون ان يسمي احداها في شكل خاص. واشار الى ان "ثمة عشرة الى 15 صحيفة تتميز بمواصفات مشتركة اذ انها تضخم المشكلات، وقد يعتقد قراؤها ان كل الامور متاحة في ايران، انها تقتل الامل لدى الشبان وتقضي على ثقتهم بالمسؤولين. هذه الصحف تتهجم على المؤسسات الرئيسية في البلاد، لا اعرف ما هو مثالها، الصحف الغربية نفسها ليست كذلك". وتطرق الى الاعتداء على المسؤول الاصلاحي سعيد حجاريان في 12 اذارمارس الماضي، فقال: "عندما ينفذ اعتداء، فإن المسؤولين، رغم جهلهم هوية الجناة، يتهمون مباشرة الباسيجي الميليشيا الاسلامية والباسدران الحرس الثوري" وهما منظمتان قريبتان من المحافظين.