} حمل مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي على اميركا واتهمها الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني بالاستمرار في "التآمر" على بلاده. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان السلطات الايرانية ستعلن في غضون ايام قليلة هوية الشخصين اللذين حاولا اغتيال القيادي الاصلاحي البارز سعيد حجاريان، فيما بدأت اوساط الاصلاحيين توجه اتهامات مباشرة الى بعض المجموعات والاشخاص المحسوبين على التيار المحافظ، بالتورط في التحريض على العنف. قال خامنئي ان "الجمهورية الاسلامية تواصل مسيرتها بمنتهى القوة والاقتدار على رغم ما تعرضت له من مخططات معادية طوال السنوات العشرين الماضية". وفي كلمة موجهة الى حجاج بيت الله الحرام، اشار خامنئي الى ردود فعل اميركا ودول اخرى حيال الانتخابات البرلمانية في ايران، معتبراً ان "هناك اوهاماً باطلة تحكم قوى الاستكبار بنفوذ المعارضين للحكومة الاسلامية داخل مراكز القرار السياسي في ايران". ولفت الى ان "من الافضل للولايات المتحدة الا تعقد الأمل على امكان اعادة سلطتها الى ايران، او اجهاض التيار المطالب بسيادة الاسلام، او تسليم فلسطين الى عنصريين صهاينة بمنتهى السهولة، او امتصاص النقمة العارمة ضدها واشنطن في العالم الاسلامي". واتهم رفسنجاني الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء الاعتداءات الاخيرة في طهران، ورأى "ان تصعيد العنف والاعتداءات منذ بضعة اسابيع في ايران يندرج في اطار مؤامرة حاكها الاميركيون". وربط بين تصريحات اميركية تفيد بأن الوضع الايراني سيهتزّ وبين محاولة اغتيال حجاريان، وهجوم "مجاهدين خلق" بقذائف "هاون" في طهران، ورأى ان ذلك يهدف الى "ضرب الاستقرار" في ايران. وكان مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي. اي. أيه جورج تينيث اعتبر ان الوضع السياسي في ايران سيبقى غير مستقر حتى اجراء الانتخابات الرئاسية عام 2001 على الاقل. ودان رفسنجاني محاولة اغتيال حجاريان معتبراً ان بلاده كانت ضحية للارهاب، وان "مثل هذه الاعمال المتطرفة لا يعود بأي فائدة على الفاعلين والمخططين، وهذا ثابت من الناحية الاسلامية والتاريخية". وحمل هذا الموقف ما يمكن اعتباره اتهاماً لبعض المجموعات في الداخل. وقال رفسنجاني بعد اشارته الى قرار محكية بلجيكية التحقيق في "انتهاك حقوق الانسان" ان هذا الامر "يتناغم مع التحركات الاخرى التي تستهدف النظام الاسلامي". وخلص الى ان "اعداء الاسلام والثورة يعملون لإثارة عدم الاستقرار، وسلب الثقة والهدوء وافتعال النزاع في الداخل، ضمن مؤامراتهم ضد الجمهورية الاسلامية". الى ذلك، ينتظر ان تعلن خلال الايام القليلة المقبلة حقائق محاولة اغتيال حجاريان وهوية المتورطين فيها، بعدما تجمعت مستندات بدا انها كفيلة بكشف الملابسات وفقاً لما اكدته ل"الحياة" مصادر واسعة الاطلاع. وابرز هذه المعطيات العثور على شريط صوتي مسجّل لتهديد وجهه الفاعلون الى حجاريان قبل نحو عشرين يوماً من محاولة اغتياله، كما تم العثور على الدراجة النارية التي استخدمها المهاجمان، وتردد انها من نوع لا يملكه سوى 300 - 400 شخص في ايران. وتستند التحقيقات ايضاً الى شريط فيديو سجله بعد لحظات من تنفيذ المحاولة صحافي اجنبي كان موجوداً في منطقة الحادث قرب مبنى البلدية في طهران. ولوحظ ان اوساط الاصلاحيين صعّدت حملتها على بعض الشخصيات المحافظة بتهمة التحريض على العنف، ونشرت معظم الصحف الاصلاحية ومنها "المشاركة" و"صبح امروز" و"عصر آزادكان" رسالة لسعيد حجاريان يردّ فيها عبر احدى الصحف على مواقف للشيخ مصباح يزدي، تتعلق بموضوع العنف وانواعه، وما هو مسموح به. وكانت تلك الصحف نقلت عن يزدي قوله بعدم ضرورة المحاكمة لمعاقبة من يصنفون بأنهم يعملون ضد الدين، بل يمكن اصدار حكم وتنفيذه بحقهم من دون محكمة. وهاجمت صحيفة "صبح امروز" التي يديرها حجاريان، روح الله حسينيان محافظ الذي كان يشيد بسعيد إمامي "الرأس المدبّر" لعمليات الاغتيال عام 1998 وشارك في تشييعه بعد انتحاره في سجنه العام الماضي. وذكرت ان حسينيان كان يعتبر ان حجاريان يشعل نار المعركة، ويثير الازمات طالما بقي حياً.